من بين الجدران والحواجز التى تقف بينهم وبين السعادة والفرح ومن مختلف الشوارع المصرية وأثناء بحثهم عن مصدر رزقهم، اكتشفت عيونهم الصغيرة نقطة أمل على رصيف شارع جامعة الدول العربية، تسمح لهم بالابتسامة واللعب مثل باقى الأطفال، لم تكلفهم هذه الدقائق من السعادة شىء سوا أنهم تنازلوا وتحدثوا مع شباب وفتيات لا يعرفونهم، وأخذوا يلعبون معهم بطبيعتهم التى اندثرت مع طبيعة حياتهم الجديدة، وبضحكات هستيرية ونشاط غير طبيعى لعب فاروق، آدم، حمدى، أحمد، شيماء وسناء، وغيرهم من الأطفال التى حرموا من المأوى على أرصفة شارع جامعة الدول العربية مع مجموعة من الشباب والفتيات، والتى جمعهم حب العمل من أجل مجتمع أفضل، فرسم كل منهم أحلامه التى لا يعرف كيف سوف يحققها، فتحولت أصواتهم الحزينة إلى ضحكات بريئة محملة بالفرحة.
وبصوت منخفض وقفت شيماء، التى لم تستكمل عامها الرابع، وقالت "نفسى أطلع دكتورة أطفال، بس إزاى"، وقاطعها فاروق قائلا "جوانا أحلام زيكم لكن الفرق أننا ما بنعرفش نحققها إزاى وإحنا بنسرح فى الشوارع"، ويستكمل آدم سلسلة الأحلام ويقول "نفسى أحس بالأمان جوه حضن أبويا وأمى"، وغيرها من الأحلام التى تداولها هؤلاء الأطفال بطبيعة متناهية، ولكن فى نهاية كل حلم يبقى السؤال كيف يحققون هذه الأحلام.
يقول عبد الرحمن الطحاوى، أحد الشباب المشاركين وصاحب فكرة اليوم، يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال بطريقة خاطئة، لهذا قررنا أن نتعامل معهم بالصورة الصحيحة، والتى تكمن فى جملة "أنا إنسان"، إذا فكر كل منا أنه إنسان وأن أطفال الشوارع بشر مثلنا سوف يتعامل معهم بطريقة متحضرة للغاية، كل ما يريده هؤلاء الأطفال هى الكلمة الحسنة والنصيحة البسيطة والتى تقال بأفضل الطرق حتى يتقبلها هؤلاء الأطفال، نحن غير متخصصين فى كيفية التعامل مع الأطفال، ولكننا شباب وفتيات نحاول أن نساهم فى حل بعض مشكلات المجتمع والتى تنحصر فى العلاقات الإنسانية، نريد من هذا اليوم أن نخلق من أطفال الشوارع "إنسان لبكرة" يعطى المجتمع بدلا من هدمه، يشعر بالأمان مثل باقى أطفالنا فى المنازل.
وبعد النظر إلى الأطفال، يستكمل عبد الرحمن حديثة ويقول "تصورنا أن هؤلاء الأطفال سوف يهرولون علينا عندما يشاهدون الألعاب والحلويات، ولكنهم أذكى من ذلك كثيرا، حيث أنهم استمعوا إلينا أولا ثم تعاملوا معنا على استحياء حتى شعروا بالطمأنينة من جانبنا، فمن يتصور أنهم أطفال بلا ذكاء يسرعون إلى من يعطيهم قطعة حلوى، يكون خاطئ فهم يريدون الأمان الحقيقى والدفء الذى طال فى البعد عنهم، نحاول أن نقدم لهم هذا بدون تكاليف، ونرحب بمن يشارك معانا، فقد شارك معانا بالفعل شباب وفتيات شاهدوا ما نقوم به وشعروا بدورهم فى رسم هذه الابتسامة على وجوه الأطفال وقاموا بمشاركتنا، نحن نتعامل معهم بطبيعتنا مثل إخواتنا الصغار نلعب معهم ونقدم لهم النصائح ونحكى لهم القصص.
ويشير الطحاوى إلى أنهم يفكرون أن يقوموا بعمل فطور جماعى فى رمضان بالشارع ويقوموا بالمشاركة فيه مع الأطفال، بالإضافة إلى إعطائهم بعض الدروس الإيمانية الصغيرة التى يمكن أن يتعاملوا بها فى حياتهم اليومية.
أحلام بريئة بس مش للبيع..
ولا جمعيات ولا حكومة.. أطفال الشوارع اختاروا الشباب لمشاركتهم الحلم
السبت، 13 يوليو 2013 05:27 ص
أطفال الشوارع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة