"اعتصم وحلى بقك بزلابية رمضان" هذا هو أخر ابتكارات المصرين بميدان التحرير لشهر رمضان، وهى أخر تقليعة قام بها "محمد السيد" الذى يبيع زلابية بميدان التحرير.
فجميع رواد الميدان يعتمدون فى وجباتهم على عربات الفول والكشرى والكبدة، ويستخدمون التمر والعرقسوس للتحلية، أما ما قام به محمد هو أكثر ما جذب إليه أنظار ثوار الميدان بعد الإفطار فى رمضان، ولعله كان السبب وراء إقبال الثوار عليه لأنهم طوال عامين من الثورة لم يروا مثل هذا النوع من التحلية.
على أحد جوانب السور الملاصق للمنصة الرئيسية بميدان التحرير أمام بداية شارع محمد محمود اتخذ "محمد" مكانا له "ليفرش بالعدة بتاعته"، يقول محمد لـ"اليوم السابع": "أنا أول حلوانى فى ميدان التحرير، نزلت مع الثوار يوم 30 يونيو، سبت المحل بتاعى اللى فى حلمية الزيتون علشان أجى وأشارك فى المظاهرات، بس لما لقيت الموضوع مطول ومكنتش قادر أسيب التحرير قررت أجى وأفرش هنا فى الميدان منه أتظاهر، ومنه أكل لقمة عيش".
يتوقف قليلا عن الحديث ليبيع لأحد الموجودين بالميدان "طبق زلابية" ثم يستكمل حديثه "أخويا خالد هو اللى بيجبلى العجينة من الحلمية".
وعن زبائن محمد الذين يقبلون على الشراء ففى البداية كانوا ثوار الميدان بداية من الأطفال الصغار والشباب حتى كبار السن الذين كانوا يشاركوا بثورة 30 يونيو، "دى حاجة حلوة كلنا بنحبها الكبير قبل الصغير بيحبها"، ثم جاءت بعد ذلك الأيام التى تلت بيان السيسى حيث كان زبائنه ممن خرجوا ليحتفلوا بالبيان، إلا أنه بعد دخول شهر رمضان زاد الطلب على هذه الحلوى خاصة لمن يتناولون إفطارهم فى الميدان، لازم وأحنا بنفطر تكون فى حاجة حلوة على الفطار والزلابية دى إحنا متعودين عليها تكون على الفطار من وأحنا صغيرين"، أما عن أسعارها فالأطباق الصغيرة تتراوح أسعارها بداية من ثلاثة جنيهات للطبق وهى تكفى لشخص واحد، مرورا بالحجم المتوسط بسعر خمسة جنيهات ثم الحجم العائلى بسبعة جنيهات الذى يقول عنه "محمد" أنه يناسب مجموعة مكونة من خمسة أفراد، ويضيف محمد "مش بقلى غير حسب الطلب علشان الزلابية بتكون أحلى وهى سخنة وبعملها حسب طلب الزبون فى ناس بتحبها بالعسل وناس بتحبها بالسكر".
مع أول ضوء يغزو ميدان التحرير يستيقظ محمد ليبدأ يومه وبالرغم من دخول شهر رمضان "والناس صايمة" إلا أن الزبائن لا تكف عن الشراء "الناس فى الأول كانت بتشترى علشان قاعدين فى الميدان، دلوقتى بيشتروا علشان رمضان".
محمد بائع الزلابية