"رويترز": الانقسام السياسى فى مصر يفرق بين المرء وأخيه

السبت، 13 يوليو 2013 12:21 ص
"رويترز": الانقسام السياسى فى مصر يفرق بين المرء وأخيه صورة أرشيفية
القاهرة (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يعلم إسلام إبراهيم ما إذا كان شقيقه الأكبر نسيم واحدا من أفراد الحرس الجمهورى الذين أطلقوا النار عليه عندما أصيب هو ومئات المصريين الآخرين بجروح، وقتل ما يزيد على 50 آخرين فى الأحداث التى وقعت فجر يوم الاثنين.

وظل الشقيقان اللذان انتقلا إلى القاهرة قادمين من قرية قرب قناة السويس معا حتى الأسبوع الماضى عندما أطاح الجيش الذى يخدم فيه نسيم حاليا بالرئيس محمد مرسى الذى تعهد إسلام بالدفاع عنه.

وقال إسلام (24 عاما) الذى يضع ضمادة على ركبته إثر إصابته بعيار نارى وأصيب أيضا بجرح آخر فى كتفه إثر تعرضه لإطلاق نار من بندقية خرطوش "لا أعرف إن كان معهم أم لا".

وأضاف "لا أريد التفكير فى ذلك، لو كان معهم فأنا أعلم أنه لم يكن ليطلق النار على متظاهرين عزل".

وجلس إسلام على كرسى بلاستيكى خلف منصة الاعتصام قرب مسجد رابعة العدوية فى القاهرة حيث يحتشد الآلاف من أنصار مرسى ويقولون إنهم سيواصلون الاحتجاج حتى عودته إلى منصبه.

وقسم عزل مرسى أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطى فى مصر البلاد بشكل لم يسبق له مثيل فى التاريخ الحديث إذ فرق بين الأخ وأخيه والأب وبناته والزوج وزوجته.

وبعد يومين من إطاحة الجيش بمرسى عقب مظاهرات حاشدة فى الشوارع احتجاجا على حكمه أجرى إسلام اتصالا بشقيقه لدعوته إلى المشاركة فى مسيرة مؤيدة لمرسى.

وقال إسلام متذكرا ما حدث "قال إنه كان يجب على أن أكون فى البيت وأحتفل وإن الجيش أنقذ البلاد من الفوضى"، ولم يتحدث الشقيقان مع بعضهما منذ ذلك الحين.

وبعد بضعة أيام كان إسلام بين المحتجين أمام دار الحرس الجمهورى الذى يخدم به شقيقه عندما تعرضوا لإطلاق النار فى واحدة من أكثر الحوادث دموية التى وقعت منذ اندلاع الاضطرابات السياسية فى البلاد قبل أكثر من عامين.

وقال إسلام الذى كان يرتدى زيا رياضيا ويمسك بعكاز فى إحدى يديه وبمصحف فى اليد الأخرى "كنت أصلى عندما سمعت إطلاق النار وعلى مسافة 300 متر من الجنود، كانوا يطلقون الغاز المسيل للدموع على رءوسنا".

وأضاف "سمعت صوت الرصاص ينطلق فى كل الاتجاهات، كان الجميع يركضون يمينا ويسارا، كان بعض أصدقائى يرشقون الجنود بالحجارة، أقمنا ساترا من الحواجز المرورية المعدنية لكن ساقى برزت (من وراء الحاجز) وأصابتنى رصاصة فى ركبتى.

"ساعدنى صديقى على وقف النزيف باستخدام قميصه، وعندما ركضت للخلف أصابتنى رصاصة أخرى فى كتفى".

ويقول الجيش إن أعمال العنف وقعت عندما هاجم "إرهابيون" قواته، وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن أنصارها تعرضوا لإطلاق النار أثناء الصلاة، وأظهرت لقطات تداولتها مواقع الإنترنت على نطاق واسع قناصة يرتدون زيا رسميا ويطلقون النار من فوق أسطح.

وانتقل الشقيقان إسلام ونسيم إلى القاهرة قبل نحو ثلاثة أعوام، ويخدم نسيم وهو مجند بالعاصمة ضمن قوات الحرس الجمهورى بينما يعمل إسلام وهو من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين مدرسا للغة عربية بأحد المساجد.

وكان أبوهما وهو رئيس شركة سياحية عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين فى الثمانينيات والتسعينيات، غير أنه ترك الجماعة بعد إلقاء القبض عليه وتعذيبه على يد جهاز أمن الدولة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

وانضم إسلام إلى الجماعة فى الثامنة عشرة من عمره بعد أن سمع خطبة ألقاها داعية من الإسكندرية، وأبلغ إسلام أباه بانضمامه للجماعة لكنه أخفى ذلك عن والدته حتى لا تقلق عليه.

واتحدت المواقف السياسية للشقيقين أثناء انتفاضة عام 2011 التى أطاحت بمبارك إذ شاركا معا فى عدد من المظاهرات آنذاك لكنهما تفرقا بعض الشىء بعد سقوط مبارك حيث علم إسلام أن أخاه لا يوافق على صلته بجماعة الإخوان المسلمين، ورغم ذلك ظلت علاقاتهما طيبة حتى الأحداث التى وقعت مؤخرا.

ولا يستطيع إسلام اليوم أن يتخيل كيف يمكن لأخيه نسيم البقاء فى جيش أطاح برئيس منتخب وقتل كل هؤلاء الناس.

وقال إسلام "عليه أن يترك الجيش الآن، لم يعد ممكنا أن تؤيد مصر وتؤيد الجيش فى آن واحد، هذان أمران لا يجتمعان".

وأضاف "اتصلت به ولكنه لم يرد على هاتفه".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة