انعكست الأوضاع الأمنية المتدهورة التى تشهدها لبنان خلال الفترة الراهنة، على المهرجانات الدولية الصيفية فى مدينة بعلبك، شرقى لبنان، فيما انطلق عدد من هذه المهرجانات الدولية فى باقى المدن اللبنانية منتصف الشهر الماضى غير آبهة بتدهور الوضع الأمنى، سواء كان ذلك فى طرابلس (شمالا)، أو صيدا (جنوبا)، أو المنطقة الحدودية مع سوريا (شرقا).
وقرر منظمو مهرجانات بعلبك الدولية وللمرة الأولى فى تاريخها نقل موقعها إلى منطقة الجديدة الواقعة شرقى العاصمة اللبنانية بيروت، لأسباب قالوا إنها "أمنية".
واختار المنظمون إقامة مهرجانات بعلبك فى مصنع سابق للحرير يعود إلى القرن الـ19، وذلك للحفاظ على رونق المهرجانات والقيمة التاريخية العريقة للمكان الذى كانت تقام فيه.
وكانت فعاليات مهرجانات بعلبك تقام فى القلعة التاريخية بالمدينة، وهى عبارة عن: قلعة شيّدت أيام الإمبراطورية الرومانية (64 ق.م – 633م)، وتضم آثار تاريخية بينها: معابد جوبيتر وباخوس وفينوس.
وتنطلق مهرجانات بلعلبك فى الـ17 من شهر أغسطس المقبل وتستمر حتى الـ30 من الشهر ذاته.
ولم تنعكس الظروف الأمنية المتدهورة على موقع مهرجانات بعلبك فقط، بل تعدته إلى برنامج الاحتفالات.
فقد أعلن المطرب اللبنانى الشهير عاصى الحلانى تأجيل مشاركته فى مهرجانات بعلبك إلى العام المقبل، وذلك بعد تعديل مكانها.
وفى تصريحات صحفية، قال الحلانى، إن العرض، الذى كان يعتزم تقديمه خلال مهرجانات بعلبك، لا يتناسب إلا مع أجواء القلعة التاريخية، وأن أهمية مشاركته تكمن فى المكان التاريخى العريق الذى يحلم فى الوقوف عليه كل فنان، معتبراً أن الغناء فى مكان آخر سيفقد العمل رونقه.
وفى الإطار ذاته، ألغت مغنية الأوبرا رينيه فلامينج حفلتها التى كانت محددة فى الـ30 من شهر يونيو الماضى، وبينما لم تعلن فلامينج عن أسباب محددة لإلغاء حفلتها، قال مراقبون إن ذلك يرجع إلى الأوضاع الأمنية المتوترة حاليا فى عدد من المدن اللبنانية.
وتحل مغنية الروك الإنجليزية ماريان فايثفول، وعازفة البيانو والمغنية البرازيلية إليان إلياس ضيفات مميزات على مهرجانات بعلبك، إضافة إلى أمسية فنية يحييها المطرب اللبنانى مارسيل خليفة.
وسبق أن تم تعليق مهرجانات بعلبك طوال فترة الحرب الأهلية (1975 ــ 1990) قبل أن يعاد تنظيمه فى 1997، وتوقف كذلك فى صيف 2006 بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وتشهد مناطق البقاع اللبنانى (شرقا)، وخاصة تلك الحدودية مع سوريا (عرسال، الهرمل، بعلبك)، سلسلة أحداث عنف أدّت إلى مقتل العديد من المواطنين، وجرى إطلاق صواريخ بشكل شبه يومى من الجانب السورى على لبنان، ما يثير الذعر فى نفوس أبناء تلك المناطق.
وتنظم المهرجانات الدولية الصيفية فى لبنان جهات حكومية عدة بينها: وزارتا السياحة والثقافة، وتضم فعاليات فنية مختلفة بينها: حفلات غنائية وراقصة لفنانين لبنانيين وعرب ودوليين.
وانطلقت رسميا مهرجانات مدينة جونية (شمالا) ومدينة بيت الدين (جبل لبنان) فى الـ21 من شهر يونيو الماضى، ومهرجان بيبلوس فى مدينة الجبيل (شمال بيروت) فى الـ30 من الشهر ذاته، بحفلات ناجحة وبنسبة حضور مرتفعة، بحسب المنظمين.
فيما تنطلق المهرجانات الدولية فى مدينة ذوق مكايل (شمال بيروت) فى الـ23 من الشهر الجارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة