ظلت محال "خان الخليلى"، بقلب القاهرة الإسلامية، تترقب شهر رمضان، عله يكون نهاية صيام الزبائن الطويل عن المكان، لكن خاب أملها مع أول أيام الشهر المبارك.
فكثير ما كانت الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك فرصة كبيرة لأصحاب المحال بمختلف أنواعها سواء الطعام أو الهدايا أو المقاهى لجذب الزبائن، غير أن هذا العام لم يكن كذلك، حيث ظلت تعانى من كساد ضربها منذ ثورة 25 يناير 2011 ووصل ذروته منذ 30 يونيو الماضى.
ولا يقتصر الأمر على الزبائن المصريين، حيث شمل السائحين العرب والأجانب والذين كثيرا ما حرصوا على وضع زيارة هذا المكان فى شهر رمضان ضمن برامجهم السياحية فى القاهرة.
يقول عبد الله فتحى، صاحب مقهى "الأربعينى" بخان الخليلى، "اعتدنا الزحام فى المقاهى والمطاعم مع الأيام الأولى لشهر رمضان، لكن هذا لم يحدث، ربما الزبائن خائفون مما يجرى فى البلاد".
وقدر نسبة التراجع فى عدد الزبائن مقارنة بالعام الماضى بنحو 50%، بحسب قوله.
وعلق سمير، صاحب مطعم مجاور، قائلا: "السبب ليس الخوف فقط ولكن رسائل التحذير التى تطلقها البلدان العربية والغربية من حين لآخر، وهذا من حقهم، لا يوجد أحد يذهب إلى بلد بهذا الوضع".
وشهدت مصر منذ 30 يونيو الماضى موجة احتجاجات شعبية طالبت بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، وانتهت تلك الاحتجاجات بتدخل الجيش إلى جانبها بإقصاء مرسى عن منصبه وإسناد إدارة البلاد إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلى منصور، وبينما رحب بالقرار قطاع من المصريين رفضه آخر واعتبره "انقلابا عسكريا".
وتصاعدت حدة الاستقطاب بين المؤيدين والمعارضين لعزل مرسى، حيث يعتصم الفريق الأول بميدان التحرير، فيما يعتصم الفريق الثانى بميدانى رابعة العدوية، شرقى القاهرة، ونهضة مصر، غربى القاهرة.
وتعانى كافة محال خان الخليلى من حالة ركود لافتة شملت البازارات والتحف الأثرية والمشغولات اليدوية والأثرية والتى باتت لا تجد من يشتريها، فقرر أصحابها إغلاق محالهم.
ويرجع أصحاب المحال بخان الخليلى الركود إلى حالة عدم الاستقرار والعنف، لا سيما واقعة الحرس الجمهورى التى سقط خلالها 51 قتيلا من مؤيدى مرسى خلال اشتباكات مع قوات الجيش فجر الاثنين الماضى.
ويقول عبيد على، وهو سائح سعودى يبدو أنه من بين عدد محدود من السائحين الذين قرروا زيارة خان الخليلى فى هذا التوقيت،: ذهبت إلى ميدان رابعة العدوية نفسه حيث يعتصم مؤيدى الرئيس المقال وذهبت أيضا إلى التحرير حيث يتظاهر معارضى مرسى ولم أشعر بأى عنف بل على العكس شعرت بأجواء مصرية.
ويضيف "على" أشعر بأمان فى مصر ولا أرى أى مبرر للخوف، مصر مثل أى بلد من الطبيعى أن تمر بفترة عصيبة وسرعان ما ستجتازها.
وتعول مصر على قطاع السياحة فى توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، لاسيما بعد تأكل احتياطى النقد الأجنبى للبلاد بشكل كبير بعد ثورة يناير 2011.
وتراجع احتياطى النقد الأجنبى فى البلاد إلى 16 مليار دولار نهاية مايو الماضى، مقابل نحو 36 مليار دولار فى ديسمبر 2010، بحسب بيانات البنك المركزى المصرى.
رمضان لم ينه "صوم" الزبائن عن خان الخليلى بمصر
الخميس، 11 يوليو 2013 02:02 م
خان الخليلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة