تسببت مذبحة "سربرنيتسا" التى قامت بها القوات الصربية بقيادة "راتكو ملاديتش" عام 1995، بجرح غائر فى ضمير شعب البوسنة، بعد أن خلفت مقتل ثمانية آلاف و372 رجلاً بوسنياً، تاركين وراءهم عيوناً لم تجف حتى بعد 18 عاماً من حدوث المذبحة.
وهذا هو حال "منير صالحوفيتش"، التى فقدت زوجها وأبنائها الثلاثة فى المذبحة، لتبقى منذ 18 عاماً تعيش وذكرى من فقدت، وحيدة فى منزلها الذى بدت كل زاوية فيه ترتعد من البرد والظلمة، التى لا تقطعها تغاريد الأطفال التى طالما نثرت الفرحة فى أرجاء منزلها المتواضع.
وأوضحت "صالحوفيتش" أن أولادها قتلوا على باب المنزل، وكذلك قضى زوجها فى مذبحة "سربرنيتسا"، وأن أجساد أفراد أسرتها التى رميت فى أماكن أخرى وجدت فيما بعد لتتمكن من دفنهم، ما عدا ابنها الأصغر الذى تعيش على أمل أن تجد جسده، لتتمكن من دفنه وإحياء ذكراه فى قبر قرب أباه وأخوته.
وأشارت "صالحوفيتش"، إلى أنها تعيش فى وحدة قاتلة، لا تجد من تتبادل معه أطراف الحديث، وأنها عادت إلى "سربرنيتسا" قبل ثمانية أعوام لتقضى أيامها بتذكر أفراد أسرتها الذين قضوا فى المذبحة، أو بالجلوس بجوار قبور زوجها وأبنائها، فيما تركت قبراً فارغاً علها تستطيع أن تدفن فيه ابنها الذى لم تجد جسده بعد، وتخلد اسمه على شاهدة قبر.
ضحايا مذبحة "سربرنيتسا"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة