رغم غزو الوجبات "الأجنبية" موائد الغزيين فى الفترة الأخيرة، وخاصة التركية والروسية، والأمريكية، إلا أن المائدة "الرمضانية" الغزية ما زالت تحتفظ بعاداتها الشعبية، فتميل معظم النساء الغزيات إلى تقديم وجبة "الملوخية" كطبق رمضانى أساسى فى أول أيام شهر رمضان المبارك.
"الملوخية" أو"الملوكية"، تلك الوجبة التى كانت تُزرع وتقدم كوجبات لـ"الملوك" فقط، باتت اليوم عادة الغزيين "الأولى" فى رمضان، ليس ذلك وحسب، بل أن النساء الغزيات أصبحن يتقنّ "طهيها" بأشكال مختلفة.
وفى الوقت الذى لا تعرف فيه أسباب هذه العادة المتجذرة فى قطاع غزة، يعزو البعض الأمر إلى استبشار السكان بها، كونها "خضراء" اللون.
وتعتبر الملوخية من الأطباق التى يختص بها أكثر من بلد عربى من بينها (مصر والسودان وبلاد الشام وتونس والمغرب)، وتعتبر من الأكلات المصرية القديمة، وانتقلت إلى البلدان العربية تباعاً.
أم عبد الله ناجى (46) عاماً، مواطنة غزية ما زالت متمسكة بعادة تقديم الملوخية كـ"طبق" أساسى على المائدة الرمضانية فى أول أيام رمضان.
وتقول لمراسلة وكالة الأناضول "أمى كانت تحدثنى بأن الملوخية من الأكلات ذوات (الكعب الأخضر)، أى أنها تبشّر بأيام مستقبلية جميلة كخضارها، وتشجع للتفاؤل بالخير".
وتضيف: "بعد أن عرفت فوائدها الغذائية والصحية للكبار والصغار، اعتدت أن أطهوها أول أيام رمضان، كنوع من التدعيم لقصة والدتى".
وتتابع: "زوجى وائل اعتاد أن يتناول الأكلة "الملوكية" فى أول أيام الشهر المبارك، سيّما أن والدته كانت تحافظ على هذه العادة - قبل أن يتزوج، ولذلك يحرص وائل فى هذا اليوم على الخروج منذ الصباح إلى السوق لشراء الملوخية الخضراء ذات الأوراق الكبيرة".
إلى جانب طبق الملوخية تعد أم عبد الله الأطباق الفرعية كـالأرز الأبيض، والشوربة، إلى جانب بعض أنواع المخللات (المقبلات) فضلاً عن تشكيلة من العصائر لاسيما "الخروب" منها.
أم عبد الله التى تقضى ما يقارب الساعات الأربعة فى قطف الملوخية، تحرص عند إعدادها فى هذا اليوم على إطعام جاراتها للتأكيد على التكافل الاجتماعى، والمحبة فى هذا الشهر الفصيل.
أما هناء مطير (19) عاماً فسألت والدتها عن سرّ تناول "الملوخية" فى الأيام الأولى من رمضان، فأجابتها والدتها قائلة " يا بنتى.. الملوخية قبل أن تكون عادة نتوارثها عن آمهاتنا، فهى وجبة غنية بالحديد تقى من مرض فقر الدم، وأنتِ تعرفين رمضان لهذا العام طويل، وتصبح مخاطر الإصابة بهذا المرض أكبر، إلى جانب أنها تحتوى على الكالسيوم المذاب الذى يساعد فى بناء عظام الجسد".
ولفتت مطير إلى أن وجبة "الملوخية" هى الوجبة الرمضانية الأساسية عند عائلتها، عرفتها منذ أن كانت صغيرة، حيث تقدم بالدجاج أو اللحوم الحمراء.
وترجع مطير عادة تناول "الملوخية" أول أيام رمضان إلى التقارب الجغرافى ما بين قطاع غزة ومصر، حيث تعتبر "الملوخية" عادة رمضانية "مصرية".
سهاد عفانة (30) عاماً، تقول، إنها توارثت عن عائلتها وعائلة زوجها تقديم "الملوخية" كوجبة أساسية فى الأيام الأولى الثلاثة من شهر رمضان أول ثلاث أيام من رمضان.
وتضيف، طهو الملوخية بأشكال مختلفة، الأولى وهى (الملوخية الورق) غير المفرومة، والثانية المفرومة ناعماً، وبعضها يكون بالدجاج، والآخر باللحم الأحمر".
من جهتها تقول هديل عبد ربه (27)عاماً: إن "هناكَ إجماع "اجتماعى" على أن الوجبات ذوات اللون الفاتح كـ"الأخضر والأبيض" تعطى تفاؤلاً بالخير وبالأيام المقبلة" بعيداً عن الطعام الأحمر الذى يرمز لـ"الدم".
ولذلك فهى تقوم بإعداد طبقين فى اليوم الأول من رمضان، الأول من الملوخية والآخر من اللبن الأبيض (الزبادى) إرضاءً منها لجميع الأذواق فى المنزل".
"الملوخية" إفطار أهالى غزة فى أول أيام رمضان
الخميس، 11 يوليو 2013 01:13 ص
ملوخية خضراء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة