الناس الغنية استقلوا سياراتهم وسط المسيرات التى انطلقت من أماكن متعددة، وساروا الهوينة إلى جانب المتظاهرين "الكعابي" الذين اختاروا أكثر الطرق إرهاقاً وأقلهم من حيث التكلفة " المتورجل"، وهو يلوحون بالأعلام من داخل سياراتهم بشكل يتماشى مع الإيقاع الذى تحدثه الأبواق، وفى أحد السيارات كانت فتاة تهتف هتافات الثورة فى الميكرفون ويردد المتظاهرون داخل السيارة وفى الشارع من ورائها!
مجموعات أخرى من المتظاهرين من سكان المنطقة الواحدة أجروا ميكروباص ليقلهم إلى مقر الاعتصام، بعضهم جلس بداخل الميكروباص وبعضهم اتخذ لنفسه موقعاً مكيفاً فوق سطحه ليستمتع بالهواء الطلق وهو يردد مع بقية الركاب هتافات "ارحل " و"يسقط يسقط حكم المرشد" ويحمل كارت الرحيل الأحمر !
مجموعات شبابية من مناطق شعبية مختلفة شاركوا فى المسيرات بالموتوسيكلات وهم يحملون الأعلام والأبواق ويطلقون الشماريخ فى الهواء بين الحين والأخر ويهتفون مع بقية المتظاهرين فى الشارع.
إلى جانب أشكال متعددة من السيارات المكشوفة والمغطاة، سيارات السوزوكى الصغيرة وسيارات النقل الكبيرة، التاكسى والملاكى التى كانت حاضرة فى قلب المسيرات، تسير ببطىء مثلها مثل المتظاهرين السائرين على الأقدام فى ذلك الحر، يشاركونهم الهتافات وفى بعض الأحيان السيارات؛ فبعض المتظاهرين كانوا يستريحون قليلاً من عناء المشى داخل السيارات المشاركة فى المسيرة دون أن يكون بينهم وبين أصحابها سابق معرفة، ويرحب بهم أصحاب السيارات؛ فوجهتهم واحدة، وهدفهم واحد، وأصواتهم التى امتزجت بهتاف "ارحل" صارت واحدة.
