الثورة تطالب بـ"زعيم" رحل ولم ترحل سيرته بعد 43 عامًا

"عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهمش أمان" وسط الهتافات التى رجت شوارع مصر كان لأسمه مكاناً احتل مساحة ثابتة بأصوات انطلقت مدوية تعيد للأذهان وصايا الزعيم الراحل الذى سيطرت صورته على مشهد لافتات الثورة الثانية ضد حكم الأخوان المسلمين، اللافتة الأكثر وضوحاً التى لفتت الأنظار من بين الحشود حاملة صورة "الزعيم" هى ما وضعت "جمال عبد الناصر" كأيقونة مازالت محتفظة بوجود قوى لرجل لم تنساه الجموع الغاضبة على الرغم من مرور ما يزيد عن 43 عاماً على فترة حكمه التى نقل الثوار تاريخها مع جماعة الأخوان المسلمين فى مجموعة من الهتافات التى تصدرت "هتافات ثورة التصحيح".

"كان دكر" بصوت حاول رفعه قدر المستطاع وسط صخب محيط الاتحادية وصف "خالد مصطفى" أحد حاملى صور "جمال عبد الناصر" على لافتة ضخمة لم يمل حملها طوال مسيرة ضخمة انطلقت من شبرا إلى الاتحادية، اللافتة التى توسطتها صورة الزعيم تحت شعار "مطلوب دكر" لم تكن الوحيدة من نوعها وسط المسيرات التى لم تخلو من صورة أو شعار لـ"زعيم" الذى حملته المسيرات الرافضة لحكم الإخوان، واحتل أسمه "هتافات" 30 يونيو، بل وتمنى بعض المتظاهرون عودته للحكم.

"لو كان موجود ماكنش ده بقا حالنا، قالهالنا زمان وماحدش سمع كلامه ودلوقتى بندفع الثمن" يشرح خالد ما دفعه لحمل صورة "جمال عبد الناصر" بين متظاهرين 30 يونيو اللذين رددت هتافاتهم تحذيرات الزعيم الراحل من حكم الجماعة ووقف البعض لسرد تفاصيل تحديد وجودهم على أيدى الزعيم الذى رأى فى قراراته المتظاهرون حكمة ظهرت بعد سنوات طويلة من وفاته.

"خالد" ليس الوحيد الذى حمل لافتات توسطتها صورة الزعيم، على الرغم من بعد المسافة وحجم اللافتة، ولكنه واحد من مئات الشباب اللذين تابعوا خطب الزعيم قبل اندلاع مظاهرات 30 يونيو بأيام، وبدأوا فى نقلها بينهم على مواقع التواصل الاجتماعى، لتنتشر المقاطع التى أظهرت الرئيس الراحل يتحدث عن "المرشد" قبل سنوات، ويشدد على عدم قدرة الجماعة على التدخل فى تقسيم طوائف الشعب أو تغيير تقاليده باسم الدين.

ويقول"خالد"، "كان حابسهم فى السجون كان عارف أنهم خونة، كان راجل وجدع وبيحب مصر"، كمن عاصر حكم الزعيم يتحدث "خالد" الذى تعرف بمجرد النظر إليه أن سنوات عمره لم تتجاوز العقد الثالث بعد، وهو ما يبرهن عليه قائلاً "صحيح أنا ما عشتش أيامه بس كلنا بنتمنى رئيس راجل يحكم بالعدل".

"عبد الناصر بص وشوف.. بعدك مصر حكمها خروف"، "عبد الناصر قالها زمان الخيانة من الأخوان" وعبارات أخرى لم تنقطع عن المسيرات تسمعها مدوية طوال مرورك بخطوات حذرة تتحرك بالكاد وسط الزحام، تواجهك الهتافات العالية التى تراها بصورة الزعيم ضاحكاً على لافتات الثوار اللذين أضافوا للثورة مطلباً جديداً رددته الجموع "دكر" يحكم مصر زى جمال عبد الناصر".