على هامش التفاصيل الثابتة وجدت لنفسها طريقاً بين الحواجز التى لم تختار وضعها بين الخطوة والأخرى، بانسيابية عليها التحرك بين النظرات التى تعلقت بسترتها السوداء والخوذة التى أحكمت إغلاقها وعداد سرعتها الذى قارب الذروة، لم يترك صوت دراجتها البخارية مجالاً لوصول تعليقات المارة لأذنيها أثناء انطلاقها بحرية على "الموتوسيكل" الذى رسمت به لنفسها مساحة حرة للحركة بين النظرات الرافضة منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، بدأت بها "دينا واصف" قصة مختلفة للشهرة كواحدة من الفتيات اللاتى اخترن التجول بدرجات بخارية فى شوارع "القاهرة"، دراجتها البخارية السوداء وشعرها الطويل الذى ظهر منسدلاً من خلف خوذتها المحكمة، هو المشهد الذى اشتهرت به بين شوارع "المهندسين والدقى والزمالك" وغيرها من الطرقات التى اعتادت التجول بها بدراجة بخارية لم تتوقف عن الانطلاق بأقصى سرعة، قررت بها "دينا" كسر عداد التقاليد الصارمة التى حكمت مسبقاً على "بنات الموتيسكلات"
"دينا" واحدة من الفتيات المعدودات اللاتى اخترن التحدى الأصعب، تركت سيارتها تحت منزلها بالدقى، وفضلت التجول بدراجة بخارية ضخمة تعلمت قيادتها بمهارة فتحولت لأشهر فتيات حى "الدقى" ممن يصفهن الجميع "بالجدعنة" الواضحة على مشهد انطلاقها بالـ"موتوسيكل" فى شوارع القاهرة، "أنا بحب التحدى" هكذا بدأت "دينا" حديثها لـ"اليوم السابع" عن تجربة التجول بدراجة بخارية وسط تعليقات المارة بنظرات لم تخلو من الإصرار على المغامرة، التى افتتحتها "دينا" بخطوة شجاعة لامتلاك "دراجة بخارية حقيقية"، وتقول "الفكرة تقريبا مش موجودة فى مصر ما فيش بنات كتير عندهم موتوسيكل حقيقى، غير 2 أو ثلاثة أنا واحدة منهم، فى البداية حسيت أن الفكرة مجنونة وشغلى فى مجال التسويق للـ"هارلى" شجعنى أن يكون عندى واحد".
أما عن تعليقات الشارع تقول "دينا": "لم أخفى قلقى فى البداية من نظرات المحيطين ومضايقات المارة التى تلاشت بعد فترة اشتهرت بها بقيادة الموتوسيكل فى شوارع الدقى والمهندسين والزمالك، غالباً ما أسمع التصفيق من بعض المارة وتعليقات مثل "ولله برافو عليها"، تصمت قليلاً قبل أن تكمل ضاحكة "لن أنسى مرة عندما استوقفتنى واحدة من السيدات فى الشارع لتبدى إعجابها بشجاعتى ثم اختتمت تشجيعها بـ"زغرودة" مدوية وسط ضحكات الجميع".
"الموتوسيكل" هو ما يجعلنى أشعر بـ"الحرية والثقة بالنفس" مع كل دفعة هواء تتخلل رئتى أثناء انطلاقى مسرعة، هكذا تصف "دينا" شعورها بالتجربة التى قررت استكمالها ونقلت بها العدوة إلى مجموعة أخرى من الفتيات اللاتى قررن خوض نفس التجربة.
فى شوارع الزمالك الضيقة لا يوجد مجالاً للتخفى "بالفيزبا" البينك التى قررت امتلاكها بعد تفكير طويل فى التجول بفيزبا فى الشوارع، وإزاحة التعليقات الساخرة جانباً تاركة مجالاً لحرية الحركة، اختارت اللون المناسب لشخصيتها المتحررة التى اشتهرت بها "سارة عبيد" فى اتخاذ قراراتها الجريئة سواء فى عملها فى مجال المبيعات الذى يحظر على الفتيات دخوله بسهولة، أو فى حياتها التى قررت أن تستكملها بنفس القدر من الحرية.
"فى البداية كنت زهقانة من الزحمة" عن تجربتها مع "الفيزبا" بدأت "سارة" حديثها لـ"اليوم السابع" بنفس الحرية التى اختارت بها التجول فى شوارع الزمالك، وتقول سارة "الفكرة جديرة بالتجربة، قررت منذ عامين تحدى الزحام ونظرات المجتمع وامتلاك فيزبا كان لها مفعول السحر فى استكمال الحرية التى قررت أن أتحرك بها فى حياتى، لم أكن أتوقع تقبل الآخرين فى البداية لشكل الفتاة التى قررت التجول بموتوسيكل، ولكنى لم ألقى بالاً وقررت خوض التجربة بكامل إرادتى".
وعن المجتمع كان لها رأيها الخاص "المجتمع مش هيبطل يدايقنا، مادام ما بنعملش حاجة غلط يبقى ما فيش مكان للخوف" كلماتها الصارمة فى الدفاع عن الأمر لم تترك مجالاً لمنعها من الانطلاق بالفيزبا فى شوارع الزمالك، التى رأتها أكثر أمناً لفتاة قررت حديثة الانضمام لراكبى الدراجات البخارية، دون الالتفات لانتقادات من أحد.
لم تختلف قصتها كثيراً عن صديقتها "ليلى نجا" التى أقبلت على امتلاك "فيزبا" مماثلة والتجول بها بالرغم من مضايقات البعض، وتقول "ليلى": بدأت التجربة بعد متابعة "سارة" أثناء ركوبها "الفيزبا" فى شوارع الزمالك، وحديثها الدائم عن الشعور بالحرية والثقة بالنفس والبعد عن الزحام.
كما لو كانت من كوكب آخر شعرت بتعامل المارة معها فى رحلاتها الأولى بالفيزبا، التى اقتصرت على المشاوير القريبة، تعمدت التصرف كمن لا يهمه الأمر لتفادى المعاكسات أو العبارات العابرة التى تقابلها أيحاناً، يكفيها اقتناعها بما تفعله، وتقول "الناس بتبص بطريقة غريبة لأن المجتمع بيعامل البنت بطريقة غريبة، بس لو وريتيهم أن مش فارق معاكى، بعد شوية هيتعودوا".
مجتمع لراكبات "الموتوسيكل"، هو المجتمع الصغير الذى بدأ فى التكون على نطاق ضيق من بعض الفتيات اللاتى قررن ممارسة الحرية على طريقتهن الخاصة، هذا ما أكدته ليلى التى شعرت بانتشار الفكرة بعد عامين من التجول بالموتوسيكل، رأيها لم يختلف كثيراً عن أراء غيرها من الفتيات اللاتى اخترن الحياة على موتوسيكلات فلهن مواصفات واحدة، يتمتعن بالجرأة ذاتها، يتفقن دائماً على أن الفكرة "مش عيب" و"اللى مش عجبه ما يبصش".
بنات على موتوسيكلات..
دينا مشهورة بهارلى أسود بالدقى.. وسارة بفيزبا بينك بالزمالك
السبت، 08 يونيو 2013 11:26 ص
بنات على موتوسيكلات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة