"خلـود" أصغر متمردة على مرسـى: "أنا هنزل يوم 30"

اختارت لها مكانا وسط المتمردين، لترسم صورة لمصر تحلم بها، هى وأطفال يقاربونها فى السن، لم تفهم معنى الكلمات التى ترددها ولكنها تعرف أن تعبر عن حلم صغير يعادل سنها.

تفتح الطفلة الصغيرة عينيها وتبتسم، هى التى تركت أحلام الصغار لتشارك الكبار هموم الوطن، تقف شامخة تسأل الله فى سرها ألا يصيب بلدها مكروه، رأسها عالية ترتدى "تيشرت" عليه عبارة "باى باى يا ريس.. سرقوا الحلم"، صوتها البرىء يبعث الحماسة بين أعضاء حملة "تمرد"، يرتسم على وجهها الصغير معانى التحدى والإصرار وهى تقول "أنا هنزل يوم 30 علشان أمشى مرسى لأنه بيعمل حاجات مش كويسة".

الطفلة "خلود" أصغر عضو فى حملة "تمرد"، والتى وافقت أن تفتح قلبها لـ"اليوم السابع" قائلة إنها أصرت على الحضور والمشاركة مع والدتها فى جمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، تعبيرا عن الأوضاع التى شاهدتها حولها فى وطنها وذلك برسمها وألوانها، وتتحدث عن أنها لم ترض عن الثورة ووصفتها بأنها "خربت الدنيا"، ولم تشعر أن الثورة أضافت شيئًا جديدًا.

صاحبة السبعة أعوام أصغر من أن تفهم كل الأمور، ولكنها أدركت الآن أن القضية أكبر من مجرد حملة عابرة، بل هى قضية سياسية بدأت فصولها مع اندلاع ثورة غيرت وجه العالم.

"تمرد" هذا اللفظ الذى اعتادت أن تردده دون أن تدرك معناه.. سألناها عنه فأجابت "تمرد يعنى لازم الريس يمشى لأنه مش بيحب الناس وبيقطع النور".. هكذا تفهم "خلود"، فهى لا تشاهد المظاهرات أو تتابع أخبار البلد فى التليفزيون كما تروى، ولكنها تكتفى بمتابعة أفلام الكرتون للتخلص من واقعها الذى وصفته بالـ"خنيق".

وعن أمنياتها قالت إنها لا ترغب إلا فى حل مشكلة انقطاع الكهرباء لأن شقيقها الذى يصغرها بعامين يُصاب بانزعاج كبير حين يستيقظ وسط الظلام.