جدل حول ارتداء الخوذة أثناء قيادة الدراجات فى أسبانيا

تشهد أسبانيا جدلا كبيرا هذه الأيام، لم يتركز على القضايا الكبيرة التى تهم المواطن الأسبانى فى الآونة الأخيرة مثل الفساد، ولكنها تركزت بدلا من ذلك على استخدام الخوذات أثناء قيادة الدراجة.

ويتم حاليا ارتداء الخوذات أثناء قيادة الدراجة بشكل إجبارى فقط على الطرق التى تربط بين المدن والبلدات الأسبانية، بيد أن كل هذا سوف يتغير وفقا لمشروع قانون جديد للمرور يجرى بحثه حاليا.

وإذا ما تم تمرير هذا القانون الجديد، فإن ارتداء الخوذات أثناء قيادة الدراجات سيكون إجباريا فى جميع المدن الأسبانية، بهدف تقليل الحوادث الخطيرة، حسبما ذكرت ماريا سيجوى المدير العام للمرور مؤخرا، مؤكدة أهمية هذا القانون على ضوء ازدياد أعداد الجرحى بين أصحاب الدراجات على الطرق فى السنوات الأخيرة.

وأفادت الأرقام الصادرة عن إدارة المرور فى أسبانيا عام 2011، بأن أعداد الإصابات غير الخطيرة بالنسبة للدراجين على الطرق فى المدن الأسبانية، تضاعفت لتصل إلى 4301 حالة إصابة فى فترة الست سنوات من عام 2005 وحتى 2011.

كما ازدادت الإصابات الخطيرة قرابة الثلث خلال نفس الفترة لترتفع من 448 وحتى 549 حالة.

وتعارض جهات عديدة هذه الخطوة، حيث يقول البعض إنها ستحد من استخدام الدراجات وهى وسيلة مهمة للانتقال فى أسبانيا، وسوف تؤثر على نظام تأجير الدراجات أو حتى استخدام الدراجات الخاصة.

وفى نفس الإطار، تقول هيئات معنية بقيادة الدراجات فى أسبانيا، أنه كلما زاد عدد الدراجين، كلما كانت الشوارع أكثر أمانا، ولهذا يجب تطبيق سياسات تدعم استخدام الدراجات وليس العكس. وتطالب جماعة شبكة مدن من أجل الدراجات بالإبقاء على الوضع الراهن بجعل ارتداء الخوذات "اختياريا" وليس "إجباريا" فى شوارع المدن.

وتقول جماعات أخرى إن السبب وراء الحوادث الخطيرة يحدث حينما تصطدم السيارات بالدراجات، ولذا تكمن الإجابة فى "تحسين الطرق لجعل أحوال المرور أكثر أمانا"، وحل مشكلات المرور بالنسبة للدراجات.

ويقول حزب مدافع عن الحريات المدنية، إن زيادة الحوادث فى الفترة الأخيرة ليس بسبب عدم ارتداء الخوذات، ولكن بسبب زيادة استخدام الدراجات كوسيلة من وسائل المواصلات.