دشنت عدد من النقابات المهنية، على رأسهم المهندسين والأطباء، حملة بعنوان "نقابيون من أجل القدس"، من خلال مؤتمر صحفى عقد ظهر اليوم السبت، بدار الحكمة، وناقش المؤتمر تجارب لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب ونقابة المهندسين بالأردن، فى دعم قضية القدس، سياسيا، واقتصاديا، وماديا، وأيضا معنويا وذلك من خلال المسيرات الأخيرة بعنوان "شد الرحال للقدس" التى انطلقت أمس الجمعة.
وعرض، خلال المؤتمر، بعض النماذج التى قامت بها نقابة المهندسين بمصر والأردن من إعادة بناء منازل للفلسطينيين وترميم للمنازل المتهالكة وعمليات توسعة داخل المنزل، وإعادة هيكلة نظام المنزل من حيث الغرف والطوابق ليشمل عدد الأفراد المتواجدين، والتعريف بالمخاطر التى يقوم بها الاحتلال الصهيونى ومساعيه لهدم المسجد الأقصى.
وقال جمال عبد السلام أمين عام نقابة الأطباء، إن تحرير المسجد الأقصى لن يكون سوى على أيدى الشعوب العربية، وأن القضية الفلسطينية هى قضية مصرية ومصيرية، موضحا أن حالة الضعف التى تمر بالأمم العربية عامة والإسلامية بشكل خاص تنعكس بشكل كبير على القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى.
وأضاف عبد السلام خلال مؤتمر تجمع النقابات المهنية تحت عنوان "نقابيون من أجل القدس" أننا نحتاج إلى الأطباء والمهندسين والممرضين ومحامين للوقوف بجانبنا للمساعدة فى النهوض بالقضية الفلسطينية مرة أخرى وجعلها على قائمة أولوياتنا بعدما انشغلنا عنها واستغل الإسرائيليون هذا الأمر لصالحهم وعملوا جاهدين إلى تقسيم القدس وتهجير أهلها ومحاولة لمحو الهوية العربية بها.
أكدت مى طه خليل، مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية، أن أى جهد رسمى يحتاج إلى جهد شعبى لاستكماله، موضحة أن ما قام به العالم العربى مثل مصر والأردن بالخروج فى مسيرات "شد الرحال للقدس" لدعم الشعب الفلسطينى لتحرير المسجد الأقصى فى ذكرى احتلاله، تعبيرا واضحا على مكانة القدس فى نفوس العالم العربى خاصة أنه أولى القبلتين وثالث الحرمين، مضيفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلى للقدس لا يمكن أن يستمر خاصة بعد الثورات العربية فى المنطقة، مشيرة إلى أن القدس من أبرز مواقع التراث العربى بالمنطقة.
وأضافت خليل، أن مصر لا تزال تعمل وتكافح بكل جهد القضية الفلسطينة التى تعتبرها مسألة مصيرية، والحيلولة دون اعتراف المجتمع المدنى بضم إسرائيل للقدس،والاعتراف بالقضية الفلسطينية، ومساعى الإسرائيليين بالأمم المتحدة فى اغتصاب مزايا على حساب الفلسطينيين، ومحاولة حث دول العالم إلى ضرورة أن تلتزم إسرائيل بالمعاهدات المبرمة من قبل الجانب الفلسطينى ووقف أعمال التهميش والتهجير والهدم التى يقومون بها.
وأشارت خليل إلى أن مصر تعمل وبشكل كبير إلى احتضان الشعب الفلسطينى والحفاظ على التراث الثقافى لهذه المدينة المقدسة، ومساندة الفلسطينيين فى دعمهم للحفاظ على الهوية الفلسطينية، وفضح الاعتداءات الصهيونية ضد الفلسطينيين لتخفيف فرض الحصار على قطاع غزة، وأيضا إدانة إسرائيل ورفض أعمال العنف التى تقوم بها وإقامة المستوطنات اليهودية على الأراضى المصرية.
أكد الدكتور "بركات الفرا" سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، أنه ليس من سبيل المصادفة أن يربط الله عز وجل فى سورة الإسراء بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام، معتبرا أن هذه رسالة قوية من الله إلى المسلمين لتحمل مسئولية المسجدين معا وليس المسجد الحرام وحده.
وأضاف الفرا، أن الإسرائيليين يستغلون صمت العرب الواضح أمام القضية الفلسطينية فى زيادة أعمال العنف ضد الفلسطينيين، واغتصاب حرمة المسجد الأقصى المبارك واقتحامه بعدة دواع لا أساس لها من الصحة إلا استفزاز الشعوب العربية، واستغلال مكانة القدس والأماكن المقدسة بفلسطين ضد العرب وليس المسلمين وحدهم بل والمسيحيين أيضا لوجود كنيسة القيامة والكنائس الأخرى.
وأشار الفرا إلى، أنه علينا كعرب ومسلمين ألا نكتفى بذكر قضية القدس ومعاناة الفلسطينيين فى الندوات والمؤتمرات فقط، فى حين آخر يقوم العدو الصهيونى بتهويد مدينة القدس، موضحا أن إسرائيل تعمل جاهدة لتنفيذ خطة 20،20 والتى تهدف إلى تهويد القدس وإخلائها من العرب وطمس الهوية العربية بها وبناء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية للإسرائيليين وعزل الضفة الغربية عن القدس بشكل تام.
وتمنى الفرا، أن يقوم اتحاد النقابات المهنية بمساعدة الفلسطينيين، وأن يكشف التدخلات السافرة التى تحدث بفلسطين خاصة بالقدس والمسجد الأقصى ومخططاتهم التى تهدف لهدم المسجد، وتوضيحها للشعب المصرى، موضحا أن الشعب الفلسطينى يثق بالشعب المصرى وينتظر منه مزيدا من الدعم.
قال السفير محمد صبيح أمين عام مساعد بجامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية، إننا الآن على شفا حفرة من تقسيم المسجد الأقصى وليس الأراضى الفلسطينية فقط، مضيفا أنه لابد من التصدى وبقوة لكل أعمال العنف والتهجير والتوطين التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، موضحا أن الشعوب العربية هى وحدها فقط من تستطيع أن تحرر المسجد الأقصى ولا أحد غيرهم.
وأضاف صبيح، أن القيادات الإسرائيلية تعمل وبشدة فى تنفيذ خططهم فى تهميش الدولة الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيل وسط مسمع ومرئى عام للدول العربية والإسلامية دون تدخل، مشيرا إلى أنه كان سعيدا جدا بتحرك الشعب المصرى بانطلاق مسيرة أمس تطالب بتحرير المسجد الأقصى فى ذكرى احتلاله وهذه رسالة شعبية لابد أن تصل إلى الكيان الصهيونى، وتعتبر أكبر دليل على أن القضية الفلسطينية قضية مصرية عربية.
وتوجه صبيح بنداء إلى الشعب المصرى والعالم العربى قائلا: "أنتم أصحاب تحرير القدس ونعقد عليكم أملا كبيرا فى مزيد من التحرك لمساعدة الشعب الفلسطينى.
النقابات المهنية خلال تدشين "نقابيون من أجل القدس".."الأطباء": تحرير الأقصى لن يكون سوى بالشعوب العربية..ومسئولة بالخارجية: الاحتلال الإسرائيلى لا يمكن أن يستمر بعد الربيع العربى
السبت، 08 يونيو 2013 06:49 م