يعيش من دون قدم وذراع لكنه يأبى أن يعيش بلا كرامة، لذلك حضر إلى الميدان على عجلته، وهو يحمل لافتة كتب عليها "البرسيم اللى فى مصر خلص.. فارقونا بقى يا خرفان".
سمير أمين الرجل الخمسينى جاء من "زفتة" بمحافظة الغربية، ليشارك فى المظاهرات، لأنه "مش عارف يعيش"، فمعاش الضمان الاجتماعى الذى يبلغ 215 جنيهاً بحالهم، لا يكفيه هو وأسرته المكونة من 5 أفراد بعد زواج ابنه الأكبر الذى بالكاد يستطيع أن ينفق على أسرته الجديدة، بينما أبيه وأمه وأخواته الثلاثة ينهون الشهر بالكاد بفضل الرزق الذى يرسله الله لهم من السماء ومساعدات أولاد الحلال.
"رغم كبر سنى وإعاقتى أتصدر الصفوف لأكون فداء الشباب اللى سرق الإخوان ثورتهم وحلمهم".. يقولها بشجاعة من ليس لديه شىء يبكى عليه، وبخوف أب كبير على شباب وبلد من المؤامرات التى تحاك ضدهما، يشارك قدر استطاعته فى المظاهرات والاعتصامات ويفخر بأنه من أوائل الموقعين على استمارة "تمرد" لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، الذى كان يأمل أن تتحسن أحوال أسرته فى عهده لكن الحال بقى كما كان من قبل حالك السواد، والأمل الذى يعيش به الآن أن تنجح الثورة الجديدة وتعطيه الدولة "كشك صغير" يعيش منه وينفق على صغاره، عبد الرحمن صاحب الـ6 سنوات وأحمد طالب الثانوية، وهاجر التى حرمت من التعليم وتعمل وهى فى الـ17 من عمرها لتجهز نفسها لابن الحلال.
قدمه وذراعه بترا عقب حادثة حدثت له فى شبابه، حرم على إثرها من استكمال تعليمه، لأن أهله كانوا فقراء، وعن قصة زواجه يقول "دورنا على ناس غلابة زينا واتجوزت وعايش على معاش الضمان الاجتماعى اللى مزادش حتى بعد ما بقيت أب لأربع أطفال، ومحدش بيسمع فى وزارة الشئون الاجتماعية"، يصمت قليلاً ويتابع برضا مقترن بالحسرة "ربنا فاكرنا بس الحاجة وحشة".
يعتصم فى الميدان من أجل كشك يعيش منه وأسرته..
عم "أمين" يعيش بلا قدم وذراع ويأبى أن يعيش خروف
الأحد، 30 يونيو 2013 06:27 م
عم سمير أمين معتصم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة