يعيش الإنسان دائمًا فى رغد من العيش، لا يلقى بالاً لحدوث المشكلات، وما يمكن أن يعترى حياته من أزمات قد تعصف ببعض النعم التى أنعم الله بها عليه، دون نصب أو مشقة، فالشعب المصرى منذ عشرات السنين، يتحدث عن أزمة رغيف العيش، وسوء حالته، وندرته فى بعض المحافظات، ومع ذلك نجد سفه فى استخدامه، وكثير من بقايا الخبز تجدها فى سلات المهملات، وعندما تشتد الأزمة نجد الإعلام، يفرد لها المساحات والتغطية الإعلامية، لا يعرض حلولًا بل يتحدث فقط عن الأزمة دون أن يستخدم الإعلام الإرشادى لشرح الأساليب المثلى لترشيد الاستهلاك، دون هدر سلعة ضرورية، يتحدث عنها رجال السلطة ورجل الشارع.
الإعلام يجب أن يطرح القضية بكل جوانبها، ويبحث عن أسباب حدوث الأزمة، وعرض بدائل حلها ومعالجتها، من خلال طرح حلول قابلة للتنفيذ عن طريق الاستعانة بالخبراء، كل فى مجاله.
اليوم يتحث الناس عن أزمة مياه النهر، وما قد يحدثه بناء سد النهضة الإثيوبى، وتأثر حصة مصر من نهر النيل (شريان الحياة)، هل طرح الإعلام صور الإهمال التى يتعامل بها المصريون مع مياه النهر العظيم، ومقادير هدر مياهه، التى نحتاج لكل قطرة منها.
لم تخرج كاميرا لتصور مراكز غسيل السيارات، وما تهدره من مياه عذبة، وما يتبع ذلك من اقتراح البدائل التى توفر من تلك الكميات المهدرة من مياه النهر الذى نبكى على احتمال نقصان حصتنا منه.
هل سأل أصحاب المحال التجارية أنفسهم عن كم المياه التى يستخدمونها للرش أمامها، وإهدار كم كبير من مياه الشرب، هل وجه الإعلام أصحاب تلك المحال إلى وقف تلك العادات التى تنتقص من المياه التى يجب أن ننتبه إلى المحافظة على كل قطرة تهدر منها بلا فائدة.
هل قامت الحكومة بتبنى مشروع قومى مع قطاع الزراعة لترشيد مياه الرى، واستخدام السبل الحديثة التى توفر الكمية المستهلكة فى رى الأراضى الزراعية، فالدول الحديثة تستخدم الآن قطرات الندى لرى أراضيها الزراعية، لماذا لا نفكر فى تحلية مياه البحر، نعم هى مكلفة للغاية، ولكن يمكن استخدامها على نطاق ضيق، يوفر كم من المياه الصالحة للشرب.
تلك هى ثقافة الأزمات، خاصة فى دول العالم الثالث التى لا تضع خططًا طويلة الأجل، ولا تضع سيناريو مسبقا لأزماتها ومشكلاتها، وطرح حلول بديلة لها، كفانا الله شر الأزمات والمحن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة