اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية التظاهرات الغاضبة حاليا فى العديد من العواصم بمثابة موجة عالمية.
ورصدت فى تعليق بثته الليلة على موقعها الإلكترونى على مدار الأسبوع الجارى فقط ظهور قناع "فانديتا" الشهير، الذى أصبح رمزاً للاحتجاج، فى العديد من المدن التابعة لثلاث قارات.
ونوهت عن اختلاف الأسباب الدافعة إلى التظاهر؛ ففى البرازيل تظاهر الناس احتجاجاً على ارتفاع تعريفة النقل، وفى تركيا احتجاجاًً على تدشين أحد المشاريع على أنقاض منتزه عام، وفى إندونيسيا احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود، وفى بلغاريا احتجاجاً على تفشى المحسوبية بالمؤسسات الحكومية، وفى منطقة اليورو احتجاجاً على تدابير التقشف، وفى مصر احتجاجاً على فشل الحكومة على كافة المستويات، كما غدا الربيع العربى مرتبطاً بالتظاهر ضد كل شىء تقريباً، فكل احتجاج ليس سوى تعبير عن الغضب بطريقة ما.
وعادت "الإيكونوميست" المجلة بالأذهان إلى أعوام 1848 و1968 و1989، قائلة إن التظاهرات عمت مدناً عالمية كثيرة فى تلك السنين عندما وجدت صدى جماعياً، وهو ما يحدث هذا العام.
ورصدت على مدار الأسابيع القليلة الماضية انتشار التظاهرات فى العديد من دول العالم واحدة بعد الأخرى بسرعة مذهلة، ولفتت إلى أن هذه التظاهرات أكثر نشاطاً فى الدول الديمقراطية منها فى الديكتاتوريات.
وقالت إن الناس فى الشعوب الثائرة إنما يطمحون إلى أن تنظر إليهم الحكومات باعتبارهم مواطنين لا باعتبارهم جماعات ضاغطة لديها قوائم بالمطالبات، وهم يدينون عبر تظاهراتهم الغاضبة فساد وفشل وغطرسة المسئولين.
وأضافت "الإيكونوميست" إن أحداً لا يستطيع التكهن بما سيصبح عليه العالم بعد عام 2013؛ مشيرة إلى أن عام 1989 شهد ترنح الاتحاد السوفييتى وانهياره، وأن اعتقاد ماركس بأن عام 1848 كان الموجة الأولى من ثورة البروليتاريا قد تقوض بازدهار الرأسمالية على مدى عقود، وأن عام 1968 الذى بدا راديكالياً فى حينه ساعد فى تغيير الجنس أكثر من السياسات.
ونوهت المجلة للدور الذى اضطلعت به التقنيات الحديثة فى تغيير طريقة التظاهر؛ فبعد أن كانت النقابات والتكتلات السياسية تتولى الدعوة إلى التظاهرات وإدارتها وتنسيقها، باتت هذه الأمور تتم بسرعة فائقة عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى تنشر المعلومات التى تدفع بدورها المتظاهرين الجدد إلى الشوارع.
الإيكونوميست: المظاهرات الغاضبة موجة عالمية انتشرت بالعديد من العواصم
الأحد، 30 يونيو 2013 04:17 ص