رنا ناصر عطى طفلة "11 عامًا"، ولكنها تحمل عقل فتاة ناضجة، وتملك لساناً رقيقاً صغيراً، ولكنه كرباج مؤلم لكل ظالم، يمكنك أن تعثر عليها بكل سهولة فى أى وقفة احتجاجية أو تظاهرة، شامخة فوق المنصة، وأن لم تجد منصة لا مشكلة فأكتاف والدها حل سريع وفورى.
مازالت طفلة ورقة بيضاء لا تعرف الغش أو النفاق، فعندما تصعد إلى المنصات لإلقاء شعر سياسى ينتقد النظام الحاكم، فهى لا تقول غير ما يعبر عن رأيها البسيط والتى لم تكونه من فراغ على حد قولها.
تقول رنا لـ"اليوم السابع"، إنها تعرضت إلى عدة مواقف جعلتها تكون رأيها البسيط عن جماعة الإخوان، وما يمارسونه من عنف ضد من يعترض على أفكارهم، فهى تذكر فى أيام الانتخابات الرئاسية الأخيرة، نزلت هى ووالدها إلى ميدان التحرير حتى تلقى إحدى القصائد التى تنبه الناس وتحذرهم من حكم الإخوان، معبرة عن رأيها ورأى أسرتها فى عدم توافر الكفاءة التى تؤهل هذه الجماعة للوصول لحكم أعظم بلد فى التاريخ - على حد تعبيرها، فصعدت رنا على كتفى أبيها لإلقاء القصيدة وبمجرد البدء فوجئت بسيدات منقبات ينتمين إلى الجماعة، حاملات للشوم والعصى مرددات "فتنة فتنة"، مما جعلها تخرج مسرعة من الميدان.
كما تحكى عن موقف آخر فى أحداث محمد محمود ذهبت لتلقى الشعر وتحمس المتظاهرين، ولكنها فوجئت ببعض الأفراد الذين ينتمون للجماعات الإسلامية يعنفوها، بحجة أن هذا ليس وقت للفن على الإطلاق، فهناك من يموت ومن يصاب فلا يوجد للشعر أو الفن دور فى ذلك، ومن هنا أدركت رنا تماماً كره هؤلاء الفن والثقافة، مما جعلها تشارك فى عدة اعتصامات وآخرها اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة، وعلى الرغم من كونها غير معروفة وأنها مجرد موهوبة لم تصل بعد إلى مرحلة الاحتراف، إلا أنها تحاول الدفاع عن فنها قائلة "أنا نزلت علشان خايفة على موهبتى لحسن يحرموها، ما هو صوت المرأة عورة، وأنا صحيح طفلة بس بالنسبة لهم امرأة، مش هما عايزين يجوزونا من سن 11 سنة خلاص أبقى أنا امرأة".
وتؤكد رنا على أنها ستشارك يوم 30 يونيو، فهى لا تريد أن يستمر هذا الحكم، وتشير ساخرة "أنا لا أفهم شيئاً من كل خطابات الرئيس، مرة يقول "لو القرداتى مات القرد هيعمل أيه"، ومرة يقول "أنا عارف مين بيقول أيه علشان أيه"، فهو أوصلها – كما تقول - إلى مرحلة أنها تتمنى أن تكون هى التى لا تستطيع استيعاب كلامه لصغر سنها.
أصغر شاعرة سياسية: سنسقط الإخوان بالفن من فوق منصة أو من فوق كتف بابا
السبت، 29 يونيو 2013 06:12 م