الصلاة على هتافات "ارحل".. شعب متدين بطبعه

وسط مئات المعتصمين أمام وزارة الدفاع تركوا نداء الوطن للحظات تلبية لنداء الحق سبحانه وتعالى، وقفوا يصلون العشاء فى الشارع وخلفهم هتافات "ارحل يا مرسى".. وللافتات مكتوب عليها "سلمية حرية وعدالة اجتماعية".

على وقع أصوات الهتافات يكبرون ويسجدون ويركعون ثم يسألون الله بدوام الأمن والأمان وأن يحفظ مصر ويجنبها الفتن والمهالك.

أنهوا صلاتهم وأسرعوا للانخراط مجدداً وسط زملائهم المعتصمين، كان من بينهم على "33 سنة"، والذى أكد أن الكثيرين فى مصر يعتبرون علاقتهم بالله تنتهى عند سجادة الصلاة متجاهلين تماماً مبدأ الدين معاملة وحب للوطن الذى نحيا فيه جميعاً ويظل الحفاظ عليه جزءاً من التدين، وتظل ظاهرة التمسك بالدين من أجل الحصول على حقوقه السياسية.

"الاهتمام بالدين سواء مسلم أو مسيحى دليل حقيقى على أن جزءاً كبيراً من الشعب المصرى مازال حتى الآن غير مهتم بربط الدين بالسياسة، ولكنه يشارك فى المظاهرات من أجل الوطن فقط".. هكذا أكد "شهاب"، 28 سنة، وأضاف مُتهكماً: "سلملى على المتدين" فى إشارة منه إلى جماعة الإخوان التى احتكرت الدين لنفسها فقط، واتخذته ذريعة لجنى المكاسب السياسية على حد قوله.

وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن هناك البعض من فرط تدينه يبحث عن فرعون ليصنعه ويعبده، حيث تنتشر عبادة الفرد فى مصر أكثر من أى دين آخر.

واعتبر يونس "42 سنة"، أن الشعب المصرى بطبيعته شعب متدين، وبالتالى فإن الظروف السياسية والاقتصادية سواء كانت سلبية أم إيجابية لا تزيد الشعب المصرى إلا إيماناً وتديناً، وليس ذلك لأنه لا يتأثر بتلك الأمور ولكن لأن جذور التدين عند الشعب المصرى عميقة وراسخة.