لا يختلف كثيراً عن غيره من المنازل التى استقرت هادئة بطول الشارع الراقى أمام حديقة الفردوس بمدينة نصر، لافتة ضخمة وعلم امتد بطول البناية هو ما ميز المنزل الذى علق أصحابه لافتة تحمل ثلاثة كلمات واضحة "كاذبون، منافقون، مخادعون" على إحدى شرفات منزلهم الذى أعلن عن "عائلة متمردة جداً" اختارت استقبال 30 يونيو المرتقب مبكراً على طريقتها الخاصة، "الرفاعى" هو لقب العائلة التى سكنت المنزل الذى أعلن تمرده بلافتة وعلم، أثارا انتباه المارة ودفعا ساكنى الشارع للتساؤل عن سر الكلمات الثلاث التى عكست "تمردهم بالبنط العريض" داخل جدران منزلهم التى احتوت على نموذج مصغر "لوطن" يحتضن توجهات مختلفة داخل "بيت العيلة".
20 هو رقم البناية التى تسكنها "عائلة الرفاعى" فى إحدى الشوارع الهادئة التى كسر صمتها تمرد "الرفاعية" الذين سكنوا منزل واحد جمع أفراد عائلة ضخمة من الأشقاء وأسرهم لم تتوحد بداخله الآراء حول "حال البلد"، بعضهم من يرى الثورة قادمة على الإخوان المسلمين، والبعض الآخر من فقد الثقة فى باقى التيارات السياسية، أما الجزء الأخير فاكتفى بالانتماء لحزب الكنبة متضامناً مع باقى أفراد العائلة التى وصفت نفسها بنموذج مصغر للوطن مختلف التوجهات.
فى الطابق الثالث الذى استقر فى المنتصف كأبرز مكان لتعليق اللافتة انعقد الاجتماع العائلى الذى بدأت به حكاية اللافتة والعلم، كواحد من أفراد العائلة جلس "أحمد الرفاعى" أحد الإخوة الذين اختلفوا فى الرأى وتوحدوا حول عبارة "تحيا مصر" التى خصصوا لها مكاناً على لافتتهم، مفسراً لوجهة نظره تحدث قائلاً "احنا بنتمرد على طريقتنا، مش على الإخوان بس، كل التيارات الموجودة على الساحة همها على الكرسى، ماحدش خايف على مصر"، قاطعه "مصطفى الرفاعى" عضو آخر من أعضاء العائلة الذى بدأ حديثه ساخراً "أنا ماليش دعوة أنا مش تبعهم"، ثم أكمل قائلاً "هنا فى البيت احنا عيلة واحدة لكن لينا آراء مختلفة، عندنا الإخوانى والليبرالى وحزب الكنبة، بس كلنا متفقين أن مصر فوق الجميع"..
أكثر عمقاً وأكبر سناً هو "وحيد نصر" زوج الأخت الكبرى الذى رفض التعليق على عمله واكتفى بتلقيب نفسه "بمواطن مصرى بسيط"، عدل من جلسته على المقعد وصمت قليلاً قبل أن يشرح الفكرة لليوم السابع قائلاً: أنا صاحب الفكرة، الموضوع مش موضوع فصيل بعينه، الفكرة فى مصر اللى ما حدش حاسس بيها"، رفضه لما يمارسه الإخوان فى السلطة واضحاً، واستعداده للنزول لمظاهرات 30 يونيو لا تخفيه عيناه أثناء حديثه عن المشاركة فى حملة "تمرد" بانفعال قائلاً "احنا لازم نتمرد نثبت أن احنا مش موافقين على اللى بيحصل، مشاكل فى كل حتة وكل بيت والحكومة مش عارفة تاخد قرار" يكمل "عائلتنا اختارت التمرد من "البلكونة" من خلال فكرة بسيطة حاولنا بيها التعبير عما نشعر به حيال حالة التخبط والعشوائية التى سيطرت على المشهد مؤخراً، وقررنا أن يكون منزلنا هو أول بشاير 30 يونيو" نعبر عن اللى جوانا، وعن رفضنا لمن يدعى كذباً حب مصر".
الانقسام يلحق بالعائلة المصرية..
عائلة الرفاعى تتمرد.. منها متمرد ومنها إخوانى ومنها من يلزم الكنبة
الخميس، 27 يونيو 2013 01:59 ص