وسط حضور من النساء والأطفال..

"اليوم السابع" فى جولة خاصة داخل معرض أدوات التعذيب

الخميس، 27 يونيو 2013 08:11 ص
"اليوم السابع" فى جولة خاصة داخل معرض أدوات التعذيب جانب من الفعاليات
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
افتتح أمس الأربعاء، الدكتور محمد عبدالوهاب الباحث فى الاغتيال السياسى وأدوات التعذيب معرض أدوات التعذيب، الذى ينظمه للعام الثالث على التوالى تزامنًا مع اليوم العالمى لمناهضة التعذيب.

نظمه فى أحد شوارع المريوطية، وسط زحام المارة والسيارات حيث يجذب نظرك سرادق طويل فى جانب من الشارع، وقبل أن تتجاوزه عيناك كما تتجاوز أى سرادق آخر، تلفت نظرك مشنقة مرتفعة تتوسط السرادق ويتدلى من حبلها جسم ما مسربل بالسواد.

ويرفع المارة رءوسهم والتساؤلات تقفز من عيونهم، بعضهم يمر متعجبًا ويحتفظ بسؤاله داخل نفسه، والبعض الآخر يسأل أحد الشباب الكثر المنهمكين فى ترتيب المعروضات داخل السرادق عن طبيعة ما يحدث هنا بالظبط، والبعض يدخل بالفعل ويبدأ فى تأمل المعروضات، وقراءة المعلومات المختصرة عن تاريخ التعذيب، مع الصور التى توثق لعدد من عمليات التعذيب.

واصطحب الدكتور عبد الوهاب "اليوم السابع" فى جولة بالمعرض، مع شرح لأدوات التعذيب المعروضة التى كان أولها
"عجلة كاثرين"، التى تعرف أيضًا باسم "عجلة السحق"، وهى إحدى وسائل التعذيب القديمة، حيث يتم ربط الضحية بشكل منحنى على حافة العجلة الدائرية، ثم يتم تدوير العجلة باستمرار لتقطع سكاكينها جسده، حتى يبرز العظم.

وأطلع "اليوم السابع" بعدها على نموذج طبق الأصل لمشنقة دنشواى، التى شنق عليها الإنجليز فلاحى دنشواى، فى الحادثة التاريخية المعروفة.

تضمن المعرض كذلك أداة التعذيب بالتنقيط، وأداة "الخزانة" التى يقول الدكتور عبدالوهاب إنها أداة تعذيب إسرائيلية تستخدم لإجبار الضحايا على الاعتراف بما يريده المحققون، بعد أن تنهار أعصابهم نتيجة الحبس داخلها، وهى عبارة عن صندوق أفقى ضيق، خالى من أية فتحات للتهوية، يتم حبس الضحية داخله حتى تنهار وتعترف.

قطع جولتنا صوت نفير تحذيرى، فأوضح الدكتور عبد الوهاب "هذا الصوت هو السارينة التى تطلق فى السجون فى حالة هروب أحد النزلاء، ليستعد كل الحراس ويعدون أسلحتهم لضبطته أو قتله لمنعه من الهرب.

وانتقلنا إلى جزء من المعرض، مخصص لكراسى محاكم التفتيش، وأدوات التعذيب فى تلك الفترة، ومنها الحمار الإسبانى، و"المخلعة"، وكراسى الخوذقة، ويقول الدكتور عبدالوهاب إن "محاكم التفتيش سبة فى جبين الإنسانية" لما استخدموه من أساليب وحشية لتعذيب من يشكون فى أنه لا يزال مسلمًا.

حتى المرأة لم تسلم من التعذيب وانتهاك الآدمية، فخصصت أدوات لتعذيبها منها مقص الثدى، وإحدى أنواع المخلعة المخصصة للمرأة أو للأطفال.

ويضيف الدكتور عبد الوهاب لـ"اليوم السابع": "حتى الجثث يتم استخدامها كأداة للتعذيب، حيث تترك جثث من قتلوا أثناء التعذيب لتتعفن بين باقى المساجين، لتعذبهم نفسيًا وبدنيًا حيث يرتعدون من أن يلقوا المصير نفسه، بينما تتناثر عليهم الديدان وتكاد تقتلهم الرائحة الكريهة للجثة.

وكان الحضور النسائى فى المعرض لافتًا رغم قسوة ووحشية المعروضات، إلا إنهن يؤيدن الفكرة التى تفضح زبانية التعذيب على مر العصور.

وتقول السيدة ميرفت محمد أحمد لـ"اليوم السابع": "أزور المعرض كل عام منذ إنشائه، رغم أننى لا أستطيع أن أرى كل المعروضات، لأن أعصابى لا تتحمل، هو بالفعل يفضح ممارسات غير آدمية.

أما الحاج عبدالله أحمد فيقول "الواحد جاله إحباط حقيقى.. إزاى بنى آدم يعمل كده فى بنى آدم، ومهما يكون التعذيب دلوقتى مستحيل يكون زى التعذيب بالطريقة دى، ولو فى تعذيب زى كده، يا إما البنى آدم يطلع ميت يا إما من غير عقل.

بينما ربط بعض المارة بين المعرض وتظاهرات 30 يونيو، حيث اعتقد أحد المارة أنها "كارت إرهاب من الإخوان للمتظاهرين"، وحذرت امرأة من أن المعرض "يفتح عينهم على الأساليب دى"، فيما يرد الدكتور عبد الوهاب "لا علاقة أبدًا بين هذا المعرض وتظاهرات 30 يونيو، فهو يعقد تزامنًا مع اليوم العالمى لمناهضة التعذيب، وهذا هو العام الثالث الذى ينعقد فيه المعرض، كما أن غالبية الأدوات المعروضة لا تخص مصر أصلاً بل ترجع إلى عصور قديمة جدًا، واستخدمت فى بلاد أخرى ليس فى مصر"، ويضيف "أى محاولة للربط بين المعرض والتظاهرات هو دليل على جهل تام بهدف المعرض أو ما نحاول أن نقدمه من خلاله.

ولاحظنا خلال الجولة أن أغلب من يساعدون الدكتور عبدالوهاب فى تنظيم المعرض من الأطفال، ويتعاملون مع الأدوات بدون أدنى خوف، فأوضح لنا "أنا بحب أتعامل معاهم جدًا، عندى أمل فى الجيل دا الذى لم يتلوث بعد، وهم لا يخافون لأنهم مؤمنين بأهمية فضح زبانية التعذيب".

يشار إلى أن دخول المعرض مجانى، ويقام لمدة 3 أيام.











































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة