الرئيس والجيش.. من الارتباك إلى الغموض.. ثقافة مرسى غير العسكرية حالت دون تواصله مع القادة.. وطنطاوى سلمه السلطة بـ21 طلقة مدفعية فتخلص منه بعد شهر من الحكم

الخميس، 27 يونيو 2013 11:15 ص
الرئيس والجيش.. من الارتباك إلى الغموض.. ثقافة مرسى غير العسكرية حالت دون تواصله مع القادة.. وطنطاوى سلمه السلطة بـ21 طلقة مدفعية فتخلص منه بعد شهر من الحكم الرئيس مرسى
كتب محمد أحمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت علاقة الرئيس مرسى بالقوات المسلحة حالة من الارتباك والتوتر على مدار عام كامل قضاه فى قصر الاتحادية، يمارس مهامه وصلاحياته باعتباره المسئول الأول عن السلطة التنفيذية فى مصر، والقائد الأعلى للقوات المسلحة "شرفيا" لعدم درايته الكافية بكل ما يتعلق بالجيش وتشيكلاته البرية أو أفرعها الرئيسية.

بدأت علاقة الرئيس مرسى بالمؤسسة العسكرية فى 30 يونيه الماضى، عندما نظمت القوات المسلحة حفلا كبيرا لتسليم السلطة للرئيس المدنى المنتخب بعد 18 شهرا، فترة انتقالية تحمل فيها الجيش المصرى مسئولية البلاد، بشكل كامل، حيث وجه مرسى الشكر للمشير حسين طنطاوى، الذى كان يشغل فى ذلك الوقت منصب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكذلك الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة إبان تسليم السلطة، على مجهوداتهما لدعم مناخ الاستقرار والوصول بالبلاد إلى بر الأمان.

احتفال الجيش بالرئيس المنتخب فى تسليم السلطة شمل عرضا عسكريا واصطفافا لمجموعات مختلفة من تشكيلات القوات المسلحة، وإطلاق 21 طلقة من المدفعية، وأداء التحية العسكرية من كافة القادة، بما فيهم المشير طنطاوى للرئيس الجديد، إلا أن ذلك لم يمنع "مرسى" من إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، الذى وضعه المجلس العسكرى قبل تسليم السلطة بعد أقل من شهر لتوليه منصبه، لتكون المغازلة الأولى للجيش وبداية التحدى للمشير طنطاوى، الذى بدا، شوكة فى ظهر الرئيس وعائقا أمامه فى تنفيذ مخطط أخونة كافة مؤسسات الدولة.

المجلس العسكرى لم يعلق على قرار الرئيس مرسى بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، واكتفى بالصمت، والتقى الرئيس مرسى فى اليوم التالى للقرار بالمشير طنطاوى خلال حفل تخريج الكلية الجوية، وتبادل الطرفان الابتسامات، وكأن شيئا لم يكن فيما يخص الإعلان المكمل، الذى أطاح به الرئيس مرسى، وانتزع لنفسه السلطة، فى أول مواجهة له مع المجلس العسكرى.

لم يمض أكثر من شهر ونصف على تولى الرئيس مرسى مسئولية الحكم، حتى حدثت كارثة الجنود المصريين فى رفح، التى راح ضحيتها 16 من أبناء القوات المسلحة فى يوم 5 أغسطس 2012، حيث انتهزها الرئيس ومن حوله جماعة الإخوان المسلمين للإطاحة بكبار القادة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، على رأسهم المشير طنطاوى، والفريق سامى عنان والفريق عبد العزيز سيف الدين والفريق مهاب مميش والفريق رضا حافظ، وذلك بعد سبعة أيام من حادث مقتل الجنود المصريين فى رفح تحديدا يوم 12 أغسطس 2012، حيث أذاع الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية فى ذلك الوقت البيان عبر التليفزيون المصرى قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة، دون علم أى من قادة المجلس بهذا القرار، وتم تكريم بعضهم ووضعهم فى مناصب تنفيذية مدنية، وتم تكريم طنطاوى وعنان بقلادة النيل، بعد تعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسى قائدا عاما للقوات المسلحة، وهو أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنا، وأقدرهم على قيادة مرحلة جديدة من تاريخ الجيش المصرى خلفا للمشير طنطاوى.

تغيير المشير طنطاوى والفريق عنان، لم يلق تذمرا داخل الجيش المصرى، واعتبر القادة والضباط أن ذلك ما ينبغى أن يكون خلال المرحلة الراهنة، خاصة بعدما تم استبدالهم بقيادة شابه قادرة على قيادة موقف القوات المسلحة إلى الأفضل خلال المرحلة المقبلة، وبدأت مرحلة جديدة من الصراع بين القوات المسلحة ورئيس الجمهورية، من خلال تلميحات بين الحين والآخر من جانب مؤسسة الرئاسة بتكرار سيناريو إقالة الفريق أول السيسى، إلا أن تسريبات الرئاسة لم تفلح فى ذلك الاتجاه، بعدما نقل الجيش غضبه عبر وسائل الإعلام من خطورة إقدام الرئيس على مثل تلك القرارات، التى تمثل انتحارًا للنظام الحاكم بأكمله، وفق التصريحات التى أطلقتها المصادر العسكرية بشكل غير مباشر فى ذلك التوقيت.

ساهمت ثقافة الرئيس "مرسى" المدنية، وعدم إلمامه بالنواحى العسكرية فى عدم فهمه للكثير من الأمور التى تدور داخل المؤسسة العسكرية، من خطط وتكتيكات، ومناورات وخطط التدريب والتسليح، وظهر ذلك جليا خلال المناورات الاستراتيجية التى شاهدها الرئيس فى شهرى أكتوبر ونوفمبر 2012، فى إطار الاحتفال بانتصارات أكتوبر، حيث حضر "مرسى" مناورات للجيشين الثانى والثالث الميدانيين، وكذلك القوات البحرية وقوات الدفاع الجوى، إلا إنه تجاهل حضور مشروع القوات الجوية "مجد 2012" على خلفية انتماء الرئيس السابق حسنى مبارك للقوات الجوية، إلا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى شارك القوات الجوية فى الحضور، وأكد فى تصريحات له على هامش مناورة الرمايات الجوية "أن مصر بخير طالما أن قواتها الجوية بخير"، فى محاولة منه لرفع الروح المعنوية لقادة وضباط القوات الجوية بعد تجاهل الرئيس لهم.

الخلفية غير العسكرية للرئيس مرسى حالت دون تواصله المباشر مع كبار قادة القوات المسلحة فى مختلف التخصصات، بالإضافة إلى أن ذلك ساهم فى ظهوره بموقف المتفرج على كل ما يتم من مناورات وتدريبات يشهدها، على عكس القادة الذين يتابعون المناروات، ويعلقون على مستوى أداء الوحدات والعناصر التى شاركت فيها، حيث التقطت له الكاميرات الصور، وهو يتابع سير أحد المناروات من خلال النظارة المعظمة، وهو يمسكها بطريقة خاطئة لا تمكنه من الرؤية خلالها، الأمر الذى دفع الفريق أول السيسى إلى إنقاذ الموقف، وإخباره بضرورة إمساكها بالوضع الصحيح.

الرئيس مرسى دائم التأكيد فى كافة اللقاءات التى تنظمها القوات المسلحة بحضوره، سواء فى اجتماعات المجلس العسكرى، أو خلال حضور المناورات والمشاريع الاستراتيجية، أو فى افتتاح منشآت وطرق مدنية على أنه "القائد الأعلى للقوات المسلحة" انطلاقا من شعوره المستمر من أن تلك المؤسسة حائل قوى فى سبيل إحكام مخطط أخونة الدولة، ومصدر لشرعيته، بالإضافة إلى اصطفاف كافة فئات المجتمع حولها وتعاظم دورها، لدرجة أن الرئيس مرسى ذكر أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة فى "فيديو" مدته 10 دقائق، 3 مرات، خلال الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عزالدين

مابيعرفش يوقفها

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ محمد

من يرى غير ذلك فليصحح لي !!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سعيد مغاوري

مقال ساذج

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أشرف

طنطاوى

ياطنطاوى هو انت من اقارب طنطاوى.

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الرشيدى المحامى

مقارنة

على فكرة مرسى غلب القذافى ....

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود محمد

هناك اجتهاد من الكتب

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد جادالله

الى الكاتب المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب العراقى

الى كاتب الموضوع

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء الدين أبوخوصه

رغم أنف التمرد

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد جادالله

الى الكاتب المحترم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة