السعادة هى ينبوع يتفجر من القلب، هى إحساس وشعور ننميه ونطوره ونبذل جهدا كبيرا حتى نصل إليه،, ومثل أى شىء كلما صعب الوصول إليه كلما زادت قيمته وكثيراً ما نتساءل هل السعادة شىء فطرى أم مكتسب؟ وهل هناك شخصيات لديها استعداد لأن تكون سعيدة وأخرى تميل للكآبة؟
إن التنشئة الاجتماعية فى الطفولة تلعب دورا كبيرا فى تكوين شخصية كل فرد، فالمجتمع كله بدءا من البيت والمدرسة والنادى ينصب اهتمامه على تنشئة طفل متفوق علمياً ورياضياً، لكنهم لا يهتمون بتنشئة طفل سعيد، لو لم يحقق الطفل توقعات الأهل عندما يصل لسن المراهقة ينتابه إحساس بالندم والشعور بالذنب والتقصير لأنه لم يكن على المستوى الذى يتمناه والداه، فيصاب بحالة من الإحباط والإحساس بالقهر النفسى وتأنيب الضمير مما يؤدى لشعوره بالتعاسة والحزن والكآبة، على عكس الطفل الذى يحرص والداه على أن يكون طفلا سعيدا، فنجده سعيدا فى كل شىء يفعله حتى لو لم يصل لدرجة الكمال، مثل هذا الطفل الذى تعود منذ الصغر أن يعبر عن مشاعر الحزن والغضب ولا يكتمها وعندما يتلقى صدمات يستطيع مواجهتها بمساعدة الأهل، ويستمتع بدعم أهله ومساندتهم له وتفهمهم أن النجاح ليس مرتبطا بالدراسة فقط بل يشمل النواحى الاجتماعية والنفسية والشخصية المرنة اللطيفة التى تتمتع بالثقة بالنفس، ومثل هذه الشخصية تصل إلى التوازن النفسى والسلام الداخلى الذى يؤدى إلى الشعور بالرضا عن النفس وبالتالى الإحساس بالسعادة.
علينا أن نتعلم كيف نستقبل كل الإحاسيس سواء سلبية أو إيجابية ونستفيد منها، فإذا شعرنا بالغضب نسأل أنفسنا ما الذى حدث حتى نصل لهذا الشعور؟ وما الأثر الذى تركه فينا؟ وهل الموقف يستحق هذا الكم من الغضب أم أننا نعطيه حجماً أكبر من حجمه؟ أى لا ننكر أحاسيسنا أو نكبتها بل نتعلم كيف نستقبلها ونتعامل معها.
كى نشعر بالسعادة علينا أن نستمتع باللحظات التى نعيشها ولا ننتظر سعادة وهمية مستقبلية، فى حياتنا اليومية الكثير من المواقف والأحداث البسيطة التى تجعلنا سعداء، عندما نستيقظ صباحاً ونستمتع بنسمات الهواء وصوت العصافير ومنظر الخضرة وشروق الشمس نشعر بالسعادة، عندما نتناول الإفطار يوم العطلة مع أسرتنا ونتبادل الأحاديث والابتسامات، عندما نستمع لأغنية جميلة اللحن والكلمات أو موسيقى تحمل لنا ذكريات سعيدة، عندما نتحدث مع صديق أو صديقة حديثا ممتعا، عندما يصنع لنا أولادنا شيئاً بأيديهم ويهدونه لنا، عندما نقدم مساعده لأحد ونرى نظرة التقدير والسعادة فى عينيه، رغم بساطتها إلا أنها تدخل السعادة على قلوبنا.
السعادة ليست شيئا بعيد المنال ولا صعب الوصول إليه، فقط نحاول أن نستمتع باللحظات البسيطة التى تمر بنا فى حياتنا اليومية وندرب أنفسنا على أن نتذوق السعادة ونستمتع بها ونحتفظ بها داخلنا حتى نستطيع أن نستعيدها حين نحتاجها.
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب عن "السعادة"
الخميس، 27 يونيو 2013 05:49 م
الخبيرة النفسية راندة حسين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة