5 طالبات بهندسة حلوان اخترعن كرسيا لمرضى الشلل يتحرك بحركة الرأس

"رضوى، يمنى، مريم، هاجر، عزيزة".. جسلن الفتيات الخمس فى تركيز حول طاولة فى منزل إحداهن تجمع شينيورا ومنفاخ عجل ومفكات وأدوات إلكترونية وصاروخا، ليضعن اللمسات الأخيرة لاختراعهن الجديد الذى يأملن أن يحصدن به درجات علمية وفيرة، ويحلمن ببيع فكرته لإحدى المنظمات الطبية العالمية، أيام تفصلهن عن مناقشة مشروع تخرجهن الذى عملن عليه لشهور طويلة، جعلت أصواتهن أكثر حدة وأياديهن أكثر ارتباكاً، لكن أكثر تصميماً على إحراز النجاح.

طالبات قسم "الهندسة الطبية" بجامعة حلوان قمن بعمل مشروع تخرج جديد من نوعه وتحملن فى سبيل نجاح مشروعهن القيام بأعمال الحدادة والدهان وهن الجنس الناعم، وتقوم فكرة مشروعهن على تنصيع كرسى متحرك لمرضى الشلل الرباعى يتحرك بمجرد تحريك المريض رأسه لليمين أو لليسار أو للإمام، والمبتكر فيه أيضاً أن الكرسى يقوم بعمل جلسات علاج طبيعى للمريض بمجرد أن يقوم أى مرافق له بالضغط على زر وبهذا يستغنى عن حاجاته المتزايدة للطبيب.

رضوى محمد طنطاوى"إحدى المخترعات" تتذكر جلسات العصف الذهنى الأولى التى قمن بها للوصول لفكرة مبتكرة تساعد مرضى الشلل الرباعى والأبحاث الكثيرة واستشارات الأطباء والمتخصيين للتعرف على القدرات الحركية لمرضى الشلل الرباعى حتى علمن أن المريض يستطيع تحريك عينيه ورأسه، ففكرن فى البداية بعمل كرسى يتحرك بواسطة العين ووصلن للآلية التى يمكن تحقيق فكرتهن بها لكن نقص التمويل كان العائق أمام تحقيق هذه الفكرة الفذة التى يحتاج تنفيذها لمكونات يتم استيرادها من الخارج بما يفوق ميزانيتهن المحدودة لعدم تواجدها فى محلات الإلكترونيات فى مصر، فقمن عوضاً عن ذلك بتصميم كرسى متحرك بواسطة حركة الرأس.

تشرح "رضوى"- ذات الـ 21 ربيعا-ً بلغة مبسطة قدر الإمكان الآلية التى يعمل بها الكرسى عن طريق "حساسات" أشعة تحت حمراء- توضع فى مخدع نصف دائرى حول الرأس- تعمل بمجرد شعورها باقتراب جسم منها، وتتم المعالجة بواسطة دائرة الكترونية فتعطى أوامر لتحريك مواتير الكرسى سواء يميناً أو يساراً أو للأمام، بالإضافة لقدرة الكرسى على عمل "ماساج" للجسم وتمارين للظهر والساقين بزوايا مختلفة عدد مرات معينة بمجرد ضغط المرافق على زر صغير، بالإضافة إلى أنه يستطيع التحرك لوضع النوم والاسترخاء عن طريق الكرسى.

ولأن الفتيات بطبعهن مدبرات نجحن فى تنفيذ اختراعهن بتكلفة معقولة وصلت لـ3 آلاف جنية يآملن أن تقتنع إحدى المنظمات بفكرته وترغب فى شرائها وتؤكد"رضوى" أنه فى حالة عمل خط إنتاج للكرسى ستكون التكلفة أقل لأنه سيتلافى وجود خامات مهدرة.

بداية العمل على المشروع تعود لأغسطس الماضى وتستمر حتى موعد مناقشته فى يوليو القادم ويشرف عليه أساتذة قسم الهندسة الطبية دكتور طارق الوقاد والدكتورة نانسى سالم والتى تشيد بالمشروع خاصة أنه يقدم ابتكارا جديد وهو أن الكرسى المتحرك يقدم جلسات علاج طبيعى للمريض، مشيرة إلى أنها المرة الأولى فى الكلية التى يقوم فيها طلبة باختراع كرسى يتحرك عن طريق رأس المريض وأن الكلية ستحاول مساعدة فريق المشروع على تسويقه عن طريق شئون رعاية الابتكارات والتسويق فى الكلية.