زبونه بيدفع بالعملة الصعبة..

عم عوض أقدم أسطى "نجف" فى مصر.. وبضاعته فى قصر عابدين

الإثنين، 24 يونيو 2013 08:34 م
عم عوض أقدم أسطى "نجف" فى مصر.. وبضاعته فى قصر عابدين عم "عوض" أقدم أسطى نجف فى مصر
كتبت إسراء المتجلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقف عم "عوض" فى وسط محله الصغير المملوء بالزجاج والكريستال، ويده ممسكة بـ"نجفة" من النحاس لا يقل عمرها عن سنوات عمره الخمسين، يحتضنها بكفيه وكأنها طفلته الصغيرة، يلمعها بعناية فائقة وكأنه يخاف أن يمسسها أى مكروه.

عم "عوض" كما عُرف عنه بين أبناء منطقته فى حى عابدين أنه أقدم صنايعى فى مصر و"يديه تتلف فى حرير"، لدرجة إنه يقدر من مجرد نظرة واحدة أن يعرف عُمر النجفة ونوعها وسعرها ومصدرها الأصلى.

"أبويا علمنى الصنعة دى لأنه كمان وارثها عن جدى.. الشغلانة دى بتجرى فى دمى''.. قال ''عوض'' هذه الكلمات متذكرًا والده الذى كان يحرص على أن يأخذه معه بعد وقت المدرسة ليتعلم كيفية صناعة النجف المصرى الأصيل، فهو الوحيد من إخوته الثلاثة الذى اختار أن يكمل مسيرة والده حتى يحافظ على "الصنعة" من الانقراض.

يؤكد عم "عوض" بحزن بالغ أن الصين غزت سوق النجف بمنتج غير أصلى وإكسسوارات تقليدية ما أدى لتكبيد الصناعة خسائر فادحة وقال: أسعار النجف المصرى "فى النازل" والصينى "فى الطالع" بسبب قيام الصينيين بتقليد المصرى وطرحه فى الأسواق بأسعار رخيصة، مستطردا: الصين عملت المستحيل عشان تقتل الصناعة فى مصر.

وعن مراحل تصنيع النجف المصرى يقول إنها تبدأ من شراء النحاس من تاجر الخردة والمعادن وبعد انتقال النحاس إلى المسبك وتشكيله يصل إلى "40" جنيها ثم يدخل فى مراحل الصناعة من شغل خراطة وبرادة وتلميع وتركيب وتقفيل وكهرباء بالإضافة إلى أسعار الكريستال والبلاستيك والخامات الأخرى، أما النجف الصينى فيقول إنه مصنوع من البلاستيك والحديد والصاج ومواد كيميائية وألوان زاهية لا تدوم ولا تتحمل عوامل التعرية وتصدأ.

معظم زبائن عم "عوض" كانوا من الأجانب والخليجيين لأنهم، حسب روايته، يقدرون قيمة الخامة والمنتج المصرى أكثر من أولاد البلد أنفسهم، فيشير إلى أن هناك فئة قليلة جدا من المصريين الذين يؤمنون بقيمة منتجات الصناعة والحرف اليدوية، ولكن كثيرا من المصريين يذهبون لشراء النجف الصينى، لأنه براق ورخيص الثمن.

أسعار النجف كما يقول الأسطى "عوض" تتراوح بين 500 جنيه وتصل إلى 50 ألفا، ويقول: أقل نجفة نحاس صغيرة 8 دراع سعرها 450 جنيها، أما النجفة الصينى فتبدأ من 500 جنيه وتصل إلى 3 آلاف جنيه، مشيرا إلى أن أشهر الدول المنتجة للنجف بالعالم هى التشيك وفرنسا وإيطاليا.

ويُبدى عم "عوض" حزنه على أحوال البلد قائلا "الثورة خربت بيوتنا لأن السائح بطل يزور البلد علشان ظروفها السياسية والمصرى بييجى يتفرج ويمشى"، لافتا إلى أن سعر كيلو النحاس الخام ارتفع ليصل إلى 80 جنيها بعد الثورة بعد أن كان سعره 28 جنيها فقط.

ينظر الأسطى "عوض" للنجف المزين لحوائط المكان فى حسرة لأنه يدرك أن "الصنايعى" اختفى، بسبب تراجع الإقبال على المهنة نتيجة المخاطر التى تتعرض لها، ويقول مفتخرا: "أبويا كان أقدم صنايعى نجف فى مصر والملك فاروق كان معجب بشغله ومعظم نجف قصر عابدين من "صنعة" إيد أبويا".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة