من بلاد المغول والهند والصين وبلاد فارس وصولا إلى لبنان مساحات اختصرت التاريخ عبرها ماركو بولو فى رحلة على طريق الحرير وقدمت فى عرض فنى افتتح مهرجانات بين الدين بلبنان.
فقد قدمت مهرجانات بيت الدين فى افتتاح فعالياتها ليل أمس الجمعة عرض "على خطى ماركو بولو فى رحلة موسيقية على طريق الحرير"، حيث وقف الممثل اللبنانى رفيق على أحمد على خشبة مسرح القصر الشهابى الأثرى كقائد لخيط الحرير يبعث من خلال ماركو بولو بالرسائل الوطنية والإنسانية.
وبزيه الذى يعطى طابع ذلك الزمان يغنى على أحمد ويرقص ويروى باسم ماركو بولو ويكرر مقولة جبران خليل جبران باستهزاء من الوضع الأمنى والسياسى الهش فى البلاد، قائلا: "لكم لبنانكم.. لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام وحكومة لها رؤوس لا إعداد لها.. لبنانكم طوائف وأحزاب.. لبنانكم مجلس للنواب يمدد لنفسه.. ولى لبنانى".
ولد ماركو بولو فى 15 سبتمبر أيلول 1254 فى البندقية بايطاليا وتوفى فى 8 يناير كانون الثانى 1324 فى مسقط رأسه. وهو تاجر ومستكشف كان هو وأبوه نيكولو وعمه مافيو أول الغربيين الذين سلكوا طريق الحرير إلى الصين وكانت له علاقات دبلوماسية مع قوبلاى خان أكبر ملوك إمبراطورية المغول وحفيد جنكيز خان.
وقد دون ماركو بولو رحلاته فى كتاب لكن رفيق على أحمد يقول فى أحد مشاهده إن ماركو بولو لم يزر أصلا كل هذا الأماكن وإنما جلس فى إحدى الدور الشامية وسمع من تجارها كل القصص وبناء على هذه المشاهدات دون كتابه.
ومن لبنان أيضا شكل صوت عبير نعمة همزة وصل بين الحضارات بأدائها المتنوع وبغنائها بلغات متعددة فى حين سعى الموسيقى اللبنانى شربل روحانا إلى تقديم الأغانى التراثية الشعبية بأسلوب أكاديمى.
ومزج المخرج الفرنسى الآن بيير كل هذه الحضارات تحت قبة القصر الشهابى المزخرف بعظمة ذلك الزمان. وواءم بيير الآلات الموسيقية القديمة والرقص والغناء مع الاقمشة المطرزة بخيوط من الحرير والموشاة بالقصب التى تحمل فى طياتها هوية كل بلد وتاريخه الفنى وسحره.
ومن قازاخستان روت اولزهان بايبوسينوفا بصوتها وإيقاع عود الدومبرا رحلة النساء المحاربات المتمتعات بالعزة والبطولة والنبل والأنوثة.
وتفاعل الحضور الذى بدا أن معظمهم من الفئات العمرية الكبيرة مع ايقاعات الفرقة الهندية المؤلفة من أربعة عازفين افترشوا الأرض بأزيائهم التقليدية وأدواتهم الإيقاعية مع المنشد أنور خان.
وافتتحت العازفة الصينية لينج لينج يو على آلة البيبا الوترية العائد زمنها إلى ما قبل الميلاد رحلة ماركو بولو فى العالم. كما قص المطرب الإيرانى محمد معتمدى روايات عن بلاد فارس.
وقالت العراقية المقيمة فى لبنان وردة الجواهرى "الموسيقى حلوة وراقية ومطلة على الحضارات وكأننا زرنا كل هذه البلدان وسمعنا من اهلها كل حكاياتهم."
أضافت لرويترز "لقد أبحرنا مع هذه الأصوات المتنوعة من الفارسية إلى الهندية والأرمنية والقازاخستانية ولكن لم أكن أتوقع أن الوضع السياسى والأمنى فى البلاد سيسمحان بحضور هذا الكم الهائل من الناس. أنه فعلا بلد التناقضات".
وتنطلق مهرجانات الصيف الفنية اللبنانية هذا العام وسط مخاوف أمنية وقلق سياسى دفعا لجنة مهرجانات بعلبك الأثرية العريقة إلى نقل فعالياتها إلى مكان آخر أكثر أمنا فى البلاد.
وأذكى الصراع فى سوريا التوتر الأمنى فى البلاد حيث يؤيد السنة المعارضين السوريين الساعين للإطاحة بالرئيس بشار الأسد فى حين يدعم حزب الله الشيعى الأسد.
ويستضيف المهرجان المطرب العراقى كاظم الساهر الذى اعتاد أحياء حفلات فى بيت الدين منذ سنوات عدة وأمسية شرقية فى عرض يندرج تحت عنوان "أصداء من سوريا.حى على الياسمين".
ومن عالم الجاز يستضيف المهرجان المغنية الأمريكية ديدى بريدجووتر وفرقة الألعاب البهلوانية الوطنية الصينية "سيرك سبلانديد" والمغنية الفرنسية باتريسيا كاس.
ويختتم المهرجان فى العاشر من أغسطس آب بأمسية تخصصها كاس لأبرز نجاحات سيدة الغناء الفرنسى إديت بياف فى تحية للفنانة الكبيرة بعد مرور خمسين عاما على وفاتها وذلك ضمن جولة عالمية تقوم بها المغنية حالياً.
"على خطى ماركو بولو" فى افتتاح مهرجانات بيت الدين اللبنانية
الأحد، 23 يونيو 2013 05:16 ص
ماركو بولو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة