شهادة تكريم محمد فى حرب 73 مدفونة جنب أولاده "العائشين" فى المقابر

الأحد، 23 يونيو 2013 01:18 م
شهادة تكريم محمد فى حرب 73 مدفونة جنب أولاده "العائشين" فى المقابر شهادة تقدير
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نشهد أن المقاتل محمد عبد العزيز عبد الله اشترك فى معركة العاشر من رمضان 6 أكتوبر 1973 وكان ضمن الطلائع الأولى فى صفوف المقاتلين الذين عبروا إلى سيناء من قواتنا المسلحة وقد أبلى بلاءً حسنا فى قتال العدو".. هذا هو نص شهادة التقدير التى صدرت عن الوحدة 9733 بالجيش المصرى عام 1975، والتى لم تدفن مع صاحبها مثلما اعتاد قدماء المصريين على دفن أنواط الراحلين معهم، ولكنها دفنت مع أهله الأحياء فى مقابر الإمام الشافعى منذ يوم صدورها على أمل أن يراها أحد، وينتشل أهالى الجندى السابق ولو بحجرة صغيرة بدلا من الحياة فى المقابر.

تتحرك ابتسامتها بصعوبة وهى تحاول إزاحة الدموع المحبوسة بين جفونها أثناء قرائه كلمات تكريم زوجها.. أحلاهم عبد السلام صاحبة الاثنين والخمسين عاما هى زوجة المقاتل محمد عبد العزيز الذى قضى تسعة سنوات بين صفوف الجيش، وشارك فى تحرير بلاده وكان فى مقدمة الصفوف مثلما تقول ورقة تكريمه، قبل أن يعود ليكمل حياته بين المقابر، رافضا البحث عن تكريم، أو طلب مقابل عن الإصابة التى لحقت بكتفه جراء رصاصة صهيونية مثلما تحكى السيدة وتقول "كان بيقولنا طالما قادرين نعيش يبقى ليه نطلب من حد".

أحلاهم حاولت السير فى طريق زوجها عقب أن توفى منذ ثلاثة سنوات، ولكنها مؤخرا اكتشفت إصابتها بالسرطان، ليضاف إلى قائمة أمراضها التى تشمل السكر، والضغط، والمرارة، فعادت سريعا إلى ورقة تكريمه التى أصدرتها الدولة، بحثت عن أى جهة تعترف بها، أو على وجه التحديد تعترف بأولادها عقب أن أيقنت أنها ستلحق بزوجها الذى ورث معها حياة الترب أبا عن جد وسترحل مثلما رحل من بين الترب وإليها، تقول "عرفت أن فى حاجه اسمها جمعية المحاربين القدامى فى العجوزة ورحت ليهم بس قالولى إن جوزى ما لوش معاش وأنه مش تبعهم، سألتهم أمال الشهادة تبع إيه؟، قالولى احنا بناخد المكسحين بس".

أحلاهم ومحمد أنجبوا معا خمسة أولاد، وبنت، ودبروا حياتهم بعمل زوجها "الأرزقى" لسنوات طويلة نسوا خلالها ذكريات الحرب والبطولة، سوى فى جلسة صفاء لا تأتى كثيرا يحكى فيها الرجل عن قصص تسعة سنوات من العسكرية، تتذكر أحلاهم كيف كان تتحول ملامحه الفقيرة حين تأتى ذكرى الحرب، وذكرى الانتصار وتحرير البلاد، تقول "كنا ممكن نفتكرها مرة فى السنة ونحس بجد أن لينا قيمة، كان يحكى لينا أزاى كانوا بيمشوا على الأرض بين النار، وبين الألغام، وإزاى وقفوا قدام جيش كبير بتساعده كل دول العالم" تتابع "تخلص الليلة ونصحى بين المقابر نفتكر أصلنا ويدور فى دايرة الشغل والإهانة اللى ما بتنتهيش".

"خايفة أموت وأسيب ولادى فى الحوش" تقول أحلاهم وهى تستند إلى أصغر أولادها أمنيتها بسيطة بالنسبة لما قدمه زوجها مثلما تحكى عنه وتتابع "نفسى أشوفهم مستريحين وما يعشوش اللى إحنا عشناه.. أنا مقدمة على شقة بقالى 33 سنة.. ولسة الدور ما جاش.. وجوزى ما خدش حاجة.. كثير علينا أوضة؟".










مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة