صادفت تغريدتها الحائرة ذات ليلة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى كانت تبحث عن مخرج لإحساس تورطت فيه، وصار إهماله صعبا واستمراره مؤلما! قابلت أحدهم وأشعرها بأنها فردوسه المفقود حتى أوقعها فى حبائله وفاتحها فى الزواج وفى اللحظة الأخيرة، أعلمها بأنه متزوج بالفعل ولديه أبناء لكنه يعيش مع زوجته جسدا بلا روح حفاظا على أبنائه وأن عليها ألا تخشى شيئا، فسوف تحظى هى وحدها بكل الحب و تبقى الأخرى راعية فى بيته لأبنائه فقط لا غير وناشد قلبها الموافقة فأطلقت تغريدتها الحائرة تتساءل: ماذا أصنع و قد أحببته فعلا ولم أكن أدرى أنه متزوج و لديه أبناء؟ أجبتها وقتها: العلاقات القوية الناضجة والأحاسيس المحترمة النقية لا تنبت إلا فى تربة العقل الخصبة و تروى بماء الصدق الطهور، ويكفى كذبه عليك فى أمر كهذا ليسقط من نظرك تماما و متى فقد احترامه وقلت هيبته صار التخلص من حبك له أمرا هينا مهما كان مؤلما!!! و تركتها ومضيت ....
بعدها بعدة أسابيع أرسلت تقول إنها لم تستطع أن تتركه فقد اقتنعت بأنه لم يكن يقصد الكذب عليها ولكن كل ما هنالك أنه لا يذكر الأخرى فى أحاديثه لأنها لم يعد لها موضع فى تفكيره فعليا و لولا أبنائه منها لكان لزواجهما شأن آخر ! سألتها: و هل صدقته فعلا !!! قالت نعم و لدى الدليل على صدقه و على أهمية وجودى فى حياته! أتعلمين أنه يكون لطيفا معها عندما أكون على وئام معه وأن علاقته تسوء بها إذا حدثت بينى و بينه جفوة أو خصام!!!!! ضحكت من براءتها و قلت لها: يا حبيبتى لو كان ذلك كذلك فهذا الرجل لا يحب أيا منكما!! هذا الرجل ...... متيم بذاته فقط
شدهت و سألت كيف ؟
قلت: ما أنت بالنسبة له إلا زهرة ندية ترطب روحه طيلة النهار فإذا جن عليه الليل احتاج إلى وعاء يفرغ فيه ما وهبته إياه من الرحيق وهكذا، يمضى الأمر بين ثلاثتكم! فإذا حرم من رحيقك لم يجد ما يعطه لها فتثور الأمور بينهما! ولو أخذت قرارا بقطع تلك العلاقة لاستاء قليلا ثم بحث عن زهرة أخرى تطعمه رحيقها ومن يدرى ربما فعل ذلك حتى فى وجودك فما أجمل الرحيق إذا تنوعت مصادره !!
سكتت و ذهبت و هذه المرة طال صمتها ثم عادت منذ شهور من جديد لتقول لى: كم كنت محقة بشأنه! وحقيقة لم أكن معنية بكونى محقة بل كنت معنية باكتشاف تلك اللحظة التى انتصرت فيها على نفسها وأخذت قرارها بإيقاف نزيف الروح فأنا أعشق تلك الانتصارات الداخلية الكبيرة وأراها من أيام الله التى يهديها لكل من يطرق بابه صادق الالتجاء .
بدأت بشائر الشفاء تلوح عندما كانت ذات يوم على خلاف معه فوجدته يروى عن الأخرى ما يشعل قلبها بكل قسوة وبرود وكأنه يعلمها أنها لا شىء وأصابها ذلك فى مقتل! اكتشفت لحظتها أنها لم تكن فعلا إلا زهرة بقاؤها مرتبط بقدرتها على إنتاج الرحيق، وليست إنسانة كاملة الإنسانية تزهر فى لحظات وتذبل فى أخرى، لها شروقها وغروبها وصفوها وكدرها! إنسانة بكل معنى الكلمة و ليست شيئا مهما كانت ماهية هذا الشىء أو غلاوته! ولحظتها احتقرت نفسها التى سمحت لها بهذا الهوان و قررت معاقبتها ! لم يكن الأمر هينا ففى البداية كرهته ولكنها رغم كرهها له كانت لا تزال غاضبة حتى من نفسها وهى تكرهه، فكرهه لم يكن الا استمرارا لوجوده ولكن بصورة أخرى بغيضة بدلا من الصورة القديمة البهية و عندما حادثتنى وقتها أشرت عليها بأن تستبدل إحساس الكراهية بالعطف! وكان وقع الكلمة غريبا عليها و اقتراحى أغرب و أغرب ... عطف !!! كيف ؟؟؟
قلت لها: اعتبريه إنسانا مريضا بحب ذاته! اشفقى عليه من احتراقه بنار شهوته وشراهته ! فكرى فى أنه رغم ما يبدو عليه من قوة وثقة واعتداد بالذات ليس إلا شخصا ذا ضعف طفولى مضحك أمام النساء! ربما لو دخلت حياته امرأة تستطيع احتواءه بكل ما فيه من ضعف و قوة لكان له شأن آخر و لكن الحقيقة هذا النوع حتى وإن قابل هذه المرأة لا يعرفها ولا يدرك قدرها ويظل هكذا هائما على وجهه لأنه فى الحقيقة يحب الهيمان نفسه! هو لا يحب المرأة المعنونة بذاتها لأن الحب المعنون هو حب الناضجين ! هو شغوف بالإحساس بالحب فى حد ذاته و يبحث عنه دائما فى كل وجه أنثى يطالعه و يطارده فى كل أرض يذهب إليها! وكما يقول أحد العقلاء: هو فى الحب مغامر كلما وصل إلى غاية فقد شغفه بها و بحث عن أخرى جديدة ! و ما لم تتداركه رحمة ربك فسوف يمضى عمره هكذا باحثا , راكضا , لاهثا , جائعا , عاطشا .... أبداااااا
اتفقنا على ذلك و سارت على بركة الله ثم عادت مرة أخرى لتسر قلبى بخبر جميل بالقرب منها كان هناك قلب رائع هادئ قنوع راض يتمنى لو استمعت لهمسه و لكنها فى فورة أحاسيسها المضطربة لم تكن لتسمع هذا الهمس الخافت الراقى ! فلما استمعت ذاقت و لما ذاقت عرفت و لما عرفت .... قررت الإغتراف ...
و وصلت بأمان الله إلى بر السلامة ...
رؤى .... حمدا لله على سلامتك و اذكرينى فى صالح دعاءك
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة