خالد زكى: ببيع "أنتيكة" ويسمونى "بائع روبابكيا" فى "الزمن المصدى"

الأحد، 23 يونيو 2013 04:23 م
خالد زكى: ببيع "أنتيكة" ويسمونى "بائع روبابكيا" فى "الزمن المصدى" عم خالد بايع الأنتيكة
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تمثال، جرمافون، راديو، مراوح، تليسكوب.. قرب قرب" يكرر الحاج خالد زكى نداءه محاولاً جذب الزبائن التى أصبح مفهومها عن الأنتيكة "مجرد كهنة" وأصبح تاجر الأنتيكة فى هذا الزمن "بياع للروبابكيا"، بعد أن كان من أهم التجار فى مصر أيام "الزمن الفضى"، يقول الحاج خالد، أصبح تاجر كهنة وشوية كراكيب فى زمننا "الزمن المصدى" بعد أن أصبح مفهوم الناس عن الأنتيكة أنها "مجرد كهنة".

"أنتيكة يعنى ثقافة وتاريخ، ولو الأنتيكة بقت كراكيب يبقى الله يرحمك يا تاريخنا وأقروا الفتحة على ثقافتنا"، هذه هى الكلمات التى كان يرددها الحاج خالد زكى، صاحب أقدم محل أنتيكة فى الحسين، والذى ورث تجارة الأنتيكة عن أبيه منذ أكثر من 80 سنة، حيث كان من أكبر تجار الأنتيكة فى مصر، فعندما تدخل إلى محله بشارع المعز بالحسين وتسمع أغانى "الست أم كلثوم"، وترى راديوهات وتلسكوبات يرجع عمرها إلى مئات السنين تشعر بأصالة وعراقة مصر.

ولكن سريعا ما تستيقظ من هذا الحلم، على أصوات الخناقات والبائعين والمهرجانات الشعبية، فتعود سريعا إلى الواقع الأليم، وخصوصا عندما تستمع إلى كلمات الحاج خالد التى تقربك أكثر من ذلك الواقع.

فيقول الحاج خالد لـ"اليوم السابع"، إن هذه التجارة أصبحت فى النازل، وتكاد تختفى تماما، بل أصبحت عديمة القيمة للأسف فى مصر، ويرجع ذلك إلى الأحوال الاقتصادية، والتى حولت الإنسان إلى مبرمج على جمع الأموال حتى يلاحق بتلك الظروف القاسية، على حد قوله.

ويقارن الحاج خالد بين زبون الآن وزبون زمان، قائلا "أيام أبى عندما كنت أذهب معه لمساعدته فى المحل، كنت أرى الزبائن مهندمة مصفوفة الشعر مرتاحة البال، يقدرون الآثار بشكل عام والأنتيكة على وجه الخصوص، يقدرون قيمة مروحة أثرية كان يستخدمها فلان بك أو علانة هانم".

ويستكمل "أما الزبون الآن، فعابث الوجه غريب الهيئة، كل ما يهمه أن يوصل إلى أقل سعر، لا يهمه أصل أو تاريخ القطعة، ولا حتى يريد أن يستمع إلى قصتها"، مضيفا أن أغلبية الزبائن الآن من صناع السينما والفنون، لأنهم يحتاجونها فى الديكورات وما شابه ذلك.

ويشير الحاج خالد إلى أن هذه التجارة كانت تعتمد بشكل أساسى على السياحة، فكان السائح أول من يقدر تلك التجارة ويدرك قيمة الأنتيكة، ولكن بعد الثورة وانهيار السياحة بشكل شبه كامل، انهارت معها تلك التجارة.

ويوضح الحاج خالد أنه الآن أصبح عاطلا بالإجبار، وبعد أن كان يبيع على الأقل 7 قطع فى اليوم، أصبح كل ما يتمناه أن يبيع 7 قطع فى الشهر.

ويختتم الحاج خالد حديثه موجها دعوة إلى وزارتى السياحة والثقافة، بأن تهتما بمثل هذه التجارة والتى كانت تمثل فى يوم من الأيام دخلا قوميا للبلد، فلا تتركا التجار ومحلاتهم يجور عليهم الزمن، وتغطيهم الأتربة ويتحولون هم أيضا إلى "أنتيكة".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة