كيرى يبدأ رحلة دبلوماسية صعبة تتضمن سوريا وأفغانستان

الجمعة، 21 يونيو 2013 10:22 م
كيرى يبدأ رحلة دبلوماسية صعبة تتضمن سوريا وأفغانستان وزير الخارجية الامريكى جون كيري
واشنطن (أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى رحلة إلى الخارج اليوم الجمعة ليعالج اثنتين من المشكلات السياسية الخارجية الشائكة: نزيف الدماء الذى لا ينقطع فى سوريا وجهود المحادثات مع طالبان والتوصل إلى حل سياسى للحرب فى أفغانستان.

وفى وسط طريقه إلى الرحلة التى تستغرق أسبوعين فى سبع دول، وسوف يحاول كيرى كسب زخم لاتفاق سلام صعب بين إسرائيل والفلسطينيين، وسوف يزور الهند أكبر ديمقراطية فى العالم، وهى القوة الصاعدة التى ينظر إليها فى الغالب على أنها قوة موازية للصين. وينهى رحلته بحضور مؤتمر أمنى فى جنوب شرق آسيا فى بروناي.

وقالت جين ساكى المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن كيرى سوف يصل غدا السبت إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث سيناقش إحدى عشرة دولة فيما يعرف بجماعة أصدقاء سوريا كيفية تنسيق المساعدات العسكرية وغير العسكرية للمقاتلين الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد و"تغيير التوازن" فى ميدان القتال.

وفى وقت سابق هذا الشهر أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما انه بالإضافة إلى المساعدات غير القتالية سوف تبدأ الولايات المتحدة فى إرسال أسلحة وذخيرة إلى مقاتلى المعارضة السوريين الذين يخوضون قتالا شديدا مع قوات الأسد الجوية والبرية الأفضل عتادا. وجاء الإعلان بعد أن الحقت قوات الأسد بمقاتلى المعارضة هزائم كبيرة وبعد أن زعم تقرير مخابرات أمريكى أن النظام استخدم أسلحة كيماوية وهو ما قالت أوباما إنه "خط أحمر".

وقدم كيرى أمس الخميس إفادة أمام أعضاء الكونجرس بشأن القتال الداخلى الدائر منذ أكثر عامين، والذى حصد حياة أكثر من 93 ألف شخص. ويستهدف الاجتماع فى الدوحة أيضا حشد الزخم لبدء محادثات السلام فى جنيف لإنهاء الأزمة.

وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومى لأوباما إنه ما دام أن الصراع دائر ستظل هناك حاجة إلى التوصل إلى إطار عمل لإجراء حوار، لأن المعارضة السورية وبعض قطاعات من الحكومة سوف يتعين عليها فى نهاية المطاف أن تعثر على حل سياسى. وجنيف هى إطار العمل الوحيد المتاح حاليا.

وقال رودس- فى إشارة إلى الدعم الروسى المستمر لحكومة الأسد- "نحاول العثور على طريقة يلعب من خلالها الروس دورا بناء بطريقة ما، وأن يظلوا مشاركين فى العملية".

ويصل كيرى إلى قطر قبل محادثات أمريكية مزمعة مع ممثلين من طالبان فى مكتب سياسى جديد افتتح هذا الأسبوع فى الدوحة. ولا يتوقع أن يجتمع الوزير نفسه مع طالبان لكن مسؤولين أمريكيين آخرين سوف يجلسون مع أعضاء من الجماعة المتشددة فى الأيام القليلة المقبلة. وسوف تكون المناقشات هى الأولى بين الولايات المتحدة فيما يقرب من عام ونصف العام.

ولكن الطريقة التى كشفت فيها طالبان عن المكتب السياسى الجديد أثارت غضب الرئيس الأفغانى حامد كرزاى. وفى حفل افتتاح يوم الثلاثاء لوح أفراد من طالبان بأعلامهم ولافتة كتب عليها "إمارة أفغانستان الإسلامية" وكان هذا هو الاسم الذى استخدمته طالبان عندما كانت فى السلطة لأكثر من عقد من الزمن، مما جعل الأمر يبدو أن المكتب سفارة ومنافس للحكومة الأفغانية.

وقالت الولايات المتحدة إن آمالها خابت بشأن التطبيق الذى تعتقد الإدارة أن ما فعلته طالبان كان نوعا من المزايدة. وفى رد على هذا أوقف كرازى المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق الأمنى الثنائى الذى يحكم التواجد العسكرى الأمريكى فى بلاده فى المستقبل وقال إنه لن يرسل أعضاء من مجلس السلام إلى الدوحة للحديث مع ممثلى طالبان. وطالب كيرى كرازى مرتين هذا الأسبوع بأن يخفف من حدة مخاوفه.

وأدى الخلاف الدبلوماسى إلى تأخر مؤقت لمغادرة جيمس دوبينز المبعوث الأمريكى الخاص لأفغانستان وباكستان من الدوحة، لكن مسئولين من وزارة الخارجية يقولون إنه سوف يعقد محادثات مع طالبان هناك فى الأيام المقبلة. ولم يتضح إذا ما كان مسئولون الأفغان سوف يجرون محادثات مع طالبان فى الدوحة بعد مناقشات الجماعة مع الأمريكيين.

وسوف يلقى كيرى كلمة بشأن النهج السياسى ويجتمع معه مسئولين يناقشون قضايا اقتصادية وتجارية وتتعلق بالطاقة وتغير المناخ والتعليم والأمن ومكافحة الإرهاب. وهى اولى زيارته للهند كوزير للخارجية الامريكية. والمحادثات فى الهند تستهدف معالجة التعاون الهندى مع رئيس الوزراء الباكستانى الجديد نواز شريف.

والهند وباكستان عدوتان نوويتان لدودتان، ورغم أنهما خاضتا ثلاث حروب رئيسية منذ الانقسام عام 1947 اتخذتا خطوات لتحسين العلاقات فى السنوات القليلة الماضية.

وسوف يعقد كيرى اجتماعات مع مسئولين فى المملكة العربية السعودية والكويت والأردن وإسرائيل.

وفى السعودية قال مسؤولون كبار من وزارة الخارجية فى إفادة صحفية قبل الرحلة ان كيرى سوف يتحدث عن الكيفية التى سوف تعالج بها الولايات المتحدة المخاوف من وجود متطرفين فى سوريا، وتدخل مقاتلين أجانب من إيران ومن حزب الله. وقال مسؤولون أمريكيون إن خمسة آلاف من أعضاء حزب الله يقاتلون فى صفوف قوات الأسد، بينما يعتقد أن هناك آلاف من مقاتلى السنة الأجانب فى سوريا أيضا، بينهم أعضاء من جماعة جبهة النصرة المنبثقة من تنظيم القاعدة، ويعتقد أنهم من أنشط الجماعات المقاتلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة