وبصوت منخفض وقفت شيماء، التى لم تستكمل عامها الرابع، وقالت "نفسى أطلع دكتورة أطفال، بس إزاى"، وقاطعها فاروق قائلا "جوانا أحلام زيكم لكن الفرق أننا ما بنعرفش نحققها إزاى وإحنا بنسرح فى الشوارع"، ويستكمل آدم سلسلة الأحلام ويقول "نفسى أحس بالأمان جوه حضن أبويا وأمى"، وغيرها من الأحلام التى تداولها هؤلاء الأطفال بطبيعة متناهية، ولكن فى نهاية كل حلم يبقى السؤال كيف يحققون هذه الأحلام.
يقول عبد الرحمن الطحاوى، أحد الشباب المشاركين وصاحب فكرة اليوم، يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال بطريقة خاطئة، لهذا قررنا أن نتعامل معهم بالصورة الصحيحة، والتى تكمن فى جملة "أنا إنسان"، إذا فكر كل منا أنه إنسان وأن أطفال الشوارع بشر مثلنا سوف يتعامل معهم بطريقة متحضرة للغاية، كل ما يريده هؤلاء الأطفال هى الكلمة الحسنة والنصيحة البسيطة والتى تقال بأفضل الطرق حتى يتقبلها هؤلاء الأطفال، نحن غير متخصصين فى كيفية التعامل مع الأطفال، ولكننا شباب وفتيات نحاول أن نساهم فى حل بعض مشكلات المجتمع والتى تنحصر فى العلاقات الإنسانية، نريد من هذا اليوم أن نخلق من أطفال الشوارع "إنسان لبكرة" يعطى المجتمع بدلا من هدمه، يشعر بالأمان مثل باقى أطفالنا فى المنازل.
وبعد النظر إلى الأطفال، يستكمل عبد الرحمن حديثة ويقول "تصورنا أن هؤلاء الأطفال سوف يهرولون علينا عندما يشاهدون الألعاب والحلويات، ولكنهم أذكى من ذلك كثيرا، حيث أنهم استمعوا إلينا أولا ثم تعاملوا معنا على استحياء حتى شعروا بالطمأنينة من جانبنا، فمن يتصور أنهم أطفال بلا ذكاء يسرعون إلى من يعطيهم قطعة حلوى، يكون خاطئ فهم يريدون الأمان الحقيقى والدفء الذى طال فى البعد عنهم، نحاول أن نقدم لهم هذا بدون تكاليف، ونرحب بمن يشارك معانا، فقد شارك معانا بالفعل شباب وفتيات شاهدوا ما نقوم به وشعروا بدورهم فى رسم هذه الابتسامة على وجوه الأطفال وقاموا بمشاركتنا، نحن نتعامل معهم بطبيعتنا مثل إخواتنا الصغار نلعب معهم ونقدم لهم النصائح ونحكى لهم القصص.
ويشير الطحاوى إلى أنهم يفكرون أن يقوموا بعمل فطور جماعى فى رمضان بالشارع ويقوموا بالمشاركة فيه مع الأطفال، بالإضافة إلى إعطائهم بعض الدروس الإيمانية الصغيرة التى يمكن أن يتعاملوا بها فى حياتهم اليومية.










