خلال الأيام المقبلة تقترب الذكرى السنوية الأولى لتولى الرئيس محمد مرسى حكم مصر، حيث ينتظر المصريون يوم 30 من يونيو الجارى الذى تسلم فيه الرئيس السلطة قبل عام للنزول والتظاهر ضده بالميادين تحت شعار "كشف حساب سنة" لإسقاط أول رئيس مدنى بعد أحداث ثورة 25 يناير، وبعد مرور عام من توليه زمام الحكم فى مصر وفرض سيطرته وجماعته على الشعب، نظرا لتدهور حالة البلاد.
فقد مضى عام على حكم الرئيس مرسى دون تنفيذ المشروع الانتخابى له المعروف "بمشروع النهضة"، بل شهدت البلاد تدهورا فى الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، حيث يرى البعض أن كشف حساب الرئيس مرسى شبه خال من الإنجازات، بل وأنه سرق إنجازات الرئيس السابق حسنى مبارك.
فى حين رأى البعض الآخر بأن الرئيس مرسى لا يختلف عن الرئيس السابق حسنى مبارك، وأنه يستحق المحاكمة مثله لأنه ارتكب الأخطاء نفسها، بل وأن عدد الشهداء الذين سقطوا فى عهده أكثر مما سقطوا فى عهد السابق، رغم ترحيب المصريين له عقب توليه الرئاسة واستقبالهم الحافل له بميدان التحرير.
وكان المصريون قد علقوا أمالهم العريضة على الرئيس مرسى كأول رئيس مصرى منتخب عقب ثورة الـ25 من يناير حين أصر على أداء القسم بميدان التحرير، إلا أنهم فوجئوا عقب ذلك بخيبة آمالهم عندما تدهورت حالة البلاد، وذلك لعدم تنفيذ وعوده لهم من إنجازات المائة يوم وحل مشكلات المرور والنظافة والوقود والخبز والأمن.
ورأى البعض، أن العام الأول للرئيس مرسى شهد الكثير من الإخفاقات منها أزمات المياه مع إثيوبيا وتمكين جماعة الإخوان من الحكم وانفراد الرئيس بالقرارات وإصداره الإعلانات الدستورية، وانقطاع التيار الكهربائى والمياه وغلاء الأسعار والانفلات الأمنى والسيطرة على الدولة بتعيين إتباعه من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية فى المناصب المختلفة، هذا بالإضافة إلى التراجع فى قراراته التى أصابت هيبة مؤسسة الرئاسة، إلى جانب قراراته الخاصة بالعفو الشامل عن بعض المسجونين الأمنيين وإفراجه عنهم مما تسبب فى عودة القلق والتوتر الأمنى إلى سيناء.
ومن جانبه أكدت صفحة "آسف يا ريس" على أن سرقة تاريخ الرئيس السابق حسنى مبارك مازالت مستمرة وأن الرئيس السابق مبارك قد افتتح مشروع الإسكان بسوهاج عام 2005، وقام بتوزيع عقود تملك هذه الوحدات السكنية، جاء ذلك بعد افتتاح الرئيس مرسى المرحلة الثالثة من المشروع القومى للإسكان بحى الكوثر بمحافظة سوهاج، والتى تضم ١٢٧٢وحدة سكنية، والتى سلم خلالها 8 عقود إسكان لعدد من شباب سوهاج بحى الكوثر ضمن ١٢٧٢ وحدة سكنية يتم تسليمها فى هذه المرحلة الثالثة.
وأشارت الصفحة إلى أن مشروع الستيرين والبولى ستيرين بميناء الدخيلة الذى قام بافتتاحه الرئيس مرسى كان متواجدا فى عهد الرئيس السابق وقد افتتحه وزير البترول الأسبق سامح فهمى، متسائلة إلى متى يستمر محمد مرسى فى سرقة إنجازات مبارك ويستغل الشعب المصرى بمشروعات وهمية وموجودة بالفعل؟
وعلى الجانب الآخر سرد عدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين، إنجازات الرئيس مرسى فى كتيب يستعرض إنجازات الرئيس منذ توليه الحكم فى 30 يونيو الماضى.
حيث يتكون كتيب الإنجازات من 56 صفحة تحوى 15 بابًا تحتوى إنجازات مرسى "السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية والعسكرية والتعليم والصحة والنقل والعمال ومكافحة الفساد وشهداء ومصابى الثورة والحريات العامة والحياد الشخصى"، منوها إلى أن ذلك لم تكن كل إنجازات الرئيس.
وتضمنت إنجازات مرسى فى الكتيب، التخلص من الحكم العسكرى، وتأسيس آلية للحوار للوطنى، وتشكيل حكومة تكنوقراط، وإنهاء سطوة حكم الفرد من خلال تشكيل مؤسسة رئاسية تضم مستشارين ومساعدين للرئيس، بالإضافة إلى إقرار أول دستور للبلاد، للمحافظة على حقوق وحريات المواطنين وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد المستشرى، وإقالة عدد من قيادات الحزب الوطنى.
وأوضح الكتيب أن إنجازات مرسى على الجانب الاقتصادى تدور حول عقد العديد من الاتفاقيات مع الدول والشركات العالمية لفتح الاستثمارات وتنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة، والأمر بالبدء فى تنفيذ مشروع قناة السويس.
وبالنسبة للمستوى الاجتماعى سرد الكتيب بأن الرئيس وافق على الحدين الأدنى والأقصى للأجور، موضحًا أن مصر توسعت فى شراء أسلحة الجيش من عدة دول بعد أن كانت تقتصر على دولة واحدة أيام مبارك.
وأشار الكتيب إلى أن مرسى شارك فى أول احتفال رمزى للفلاحين، واعتمد زيادة قيمة البدل لأساتذة الجامعة، والانتهاء من صياغة كادر الأطباء، معتبرا كتاب الإنجازات أن تعيين مرسى للمستشار طلعت عبد الله، نائبًا عامًا، وإقالة عبد المجيد محمود، إنجاز كبير، وأنه اعتنى كثيرًا بمصابى وشهداء الثورة.
فى حين ينتج التليفزيون المصرى فيلم "عام من الإنجازات" والذى يرصد فيه أهم إنجازات الرئيس مرسى على غرار كتاب "الرئيس مرسى يبنى مصر من جديد.. 9 شهور من الإنجازات" الذى أصدره الإخوانى رضا المصرى.
وقد رأى مؤلف الفيلم، أن شقاء الرئيس ومتاعبه حتى وصوله إلى رئاسة الجمهورية يشبه قصة سيدنا موسى "عليه السلام" والذى ألقى فى بحر "مويس" بمحافظة الشرقية، وهى نفس المحافظة التى ولد فيها الرئيس مرسى وتعرض للشقاء، الفيلم التسجيلى لم يكتف بالحديث عن إنجازات الرئيس فقط، بل أنه ينتقد المعارضة التى يصفها بأنها تختلق العراقيل أمام مسيرة إنجازات الرئيس.
وفى سياق آخر أعلن رفيق رسمى المخرج والناشط القبطى على أنه سينتج فيلماً وثائقياً يتناول ما سماها، «الإنجازات السلبية للرئيس محمد مرسى"، رداً على كتاب "إنجازات مرسى فى 9 أشهر"، الذى تكلف إصداره وطباعته 50 مليون جنيه.
وأضاف رسمى فى بيان له، أن أول جملة كتبها فى الفيلم هى أية من القرآن الكريم، "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون مؤكدا على الفيلم جاء ردًا على كتاب الإخوان المسلمين، الذى يحمل عنوان "إنجازات الرئيس"، وسوف يوزّع هذا الفيلم على مستوى العالم، ليرى الرأى العام الدولى الإنجازات الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين والنظام المحسوب عليها".
وأوضح المخرج أن الفيلم يتناول إنجازات الرئيس السلبيّة منذ بداية توليه مقاليد الحكم، ولا يتجاهل إبراز الوعود التى قطعها، والتى لم يلتزم بالوفاء بمعظمها.
وأشار رسمى إلى أن العمل الوثائقى، الذى يدور الحديث عنه، يتناول على الجانب الآخر وعود مرسى بحماية الأقباط وعدم المساس بحقوقهم، وهذا ما رأينا عكسه تمامًا أثناء الاعتداء على كاتدرائية العباسية، "فأنا أرى أن الدولة متورّطة بنسبة مائة بالمائة فى تلك الأحداث، وربما يعود ذلك فى رأيى إلى أسباب عدة، يأتى فى طليعتها الانتقام من الأقباط على خلفية مساندتهم ودعمهم لمؤسسة الأزهر الشريف، ومعاقبة الأقباط بعد دعمهم – وفقاً لترويج الأبواق الإخوانية – للفريق أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة المنصرمة، إضافة إلى ترويج الأبواق نفسها لوقوف الأقباط وراء المظاهرات الحاشدة أمام قصر رئاسة الاتحادية وفى المقطم.
وذكر رفيق رسمى أن معاداة رأس النظام وجماعته لم تقتصر على الأقباط، وإنما شملت كل مؤسسات الدولة، بداية من القضاء والإعلام، وصولًا إلى الأزهر والكاتدرائية.
إنجازات الرئيس مرسى فى عيون المعارضة: سد النهضة وأزمة الوقود وتمكين الجماعة. . و"آسف يا ريس" تتهم مرسى بسرقة إنجازات مبارك.. والحرية والعدالة يرد: "يكفينا إزاحة حكم العسكر".. وفيلم وثائقى للرد
الخميس، 20 يونيو 2013 06:52 ص