عم" سعيد أبو طربوش" حافظ على مهنة أجداده.. و"مشه" أبو خلطة سرية

الثلاثاء، 18 يونيو 2013 10:06 م
عم" سعيد أبو طربوش" حافظ على مهنة أجداده.. و"مشه" أبو خلطة سرية عم سعيد بائع من الزمن الجميل
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بائع "مش" من الزمن الجميل، عندما تراه كأنك عبرت إلى وقتنا هذا من خلال آلة اختراق الزمن، عاش حياته محاولا الحفاظ على هويته المصرية متمثلة فى الطربوش، "عم سعيد أبو طربوش" لم يستطع يوما التخلى عن ارتدائه للطربوش، ورغم بعد فكرة الطربوش عن عمله كبائع "لسندوتشات المش" إلا أن هناك قصة تربط بينهم يرجع عمرها إلى أكثر من 80عاما.

يحكيها عم سعيد لـ"اليوم السابع" مشيرا إلى أنه توارث تلك المهنة كبائع للمش من أجداده وترجع قصة الطربوش إلى جده الأكبر والذى سمحت له الظروف أن يقابل يوما ما أحد البشوات فى هذا العصر سنة 1929 وقدم له المش بالخلطة السرية والخبز البلدى، فأعجب بها الباشا إلى درجة أنه طلب منه أن يرسل هذه الوجبة إليه باستمرار، وعندما رفض أن يأخذ ثمن هذه الوجبة قدم له طربوشه الخاص تقديرا له، ومن هنا توارثت العائلة فكرة الطربوش فحتى أولاد عم سعيد لازالوا يرتدون الطرابيش حتى الآن ويقدمون المش للزبائن بطربوشهم الأحمر الزاهى.

أما عن سر المهنة "الخلطة السرية" فصرح ببعض التفاصيل وهى أنه يجلب الجبن القديم من الشرقية ثم يضع عليها بعض العطارة والتوابل الخاصة به إلى جانب خطوة مهمة، وهى أنه يقرأ بعض الآيات القرآنية قبل بداية العمل حتى يطرح الله له الرزق والبركة.

كما يؤكد عم سعيد على ابتعاده عن شراء الخبز المدعم ووصفه بأنه أصبح غير صالح للاستخدام الآدمى، فهو يريد تقديم طعام صحى ونظيف لزبائنه لذلك يلجأ إلى الخبز غير المدعم على الرغم من ارتفاع ثمنه.

ولم تقتصر شهرته على حى السيدة زينب، إنما يأتى الزبائن من أحياء مختلفة من الزمالك ومصر الجديدة وحتى من بولاق وشبرا،
ويقول عم سعيد زبائنى من المشاهير والفنانين يأتون خصيصا إلى العربة الصغيرة من أجل الاستمتاع بمشه وخلطته السرية وعلى رأسهم الفنان لطفى لبيب، وكريم الحسينى وغيرهم.

عم سعيد له نشاط تطوعى خدمى مشهور به فى حى السيدة زينب وهو قيامه أول كل شهر بجولته الشهيرة فى الحى لجمع تبرعات من الميسورين ويرسلها لدور الأيتام.

وبالرغم من أن أولاده يرتدون الطربوش مثله حفاظا على مهنة الأجداد، إلا أنه أصر على تعليمهم حتى ينالوا الشهادات العليا واثق من أن أولاده لن يأتى اليوم الذى يخجلوا أو يهجروا مهنة هؤلاء الأجداد ويقول: "من فات قديمه تاه".

وهذا ما أدركه عم سعيد عندما حاول الخروج عن جلباب أبيه وسافر إلى العراق بحثا عن عمل أفضل ولكنه لم يستطع الاستمرار وسريعا شعر بالغربة ورجع إلى مصر وأحيى مهنة أجداده.

ويتمنى سعيد أن تمر البلد من هذه المرحلة بسلام دون المساس بهويتها والخداع باسم الدين، وقال "الدين لم يقتصر على لحية وجلباب، مؤكدا أن الشكل الظاهرى مهم وهذا ما دفعه إلى ارتداء الطربوش، ولكن الأهم هو الجوهر فالدين معاملة وقال ربنا يهدى من يتولى حكم البلد.














مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة