عبر الإمام الأكبر خلال اللقاء عن سعادته بزيارة هذا الوفد الطلابى لمصر والأزهر متمنيا أن يستفيدوا كثيرا من هذه الزيارة، مؤكدا أن الإسلام يتميز بكم هائل من التراث والثقافة التى كلما مرت عليه السنون والقرون يزداد قيمة وقدرا ومن ثم تشتد إليه الحاجة فى نشره وقراءته والاهتداء بنوره فى هذا العصر، وأضاف قائلا: أنى أشعر بسعادة بالغة حينما أجد شبابا مسلما متخصصا فى العلوم والدراسات الإسلامية وبخاصة شباب تركيا، فهى بلد تشكل قلب ومركز التراث والثقافة الإسلامية الموجودة فى العالم الإسلامى كله.
وقال إنى أرى فيكم مستقبلا مشرقا لرفعة هذا الدين ورفعة بلادكم وإنكم قادرون على صنع مستقبل ثقافى زاهد ومتميز، وخير حاملين لرسالة الإسلام الوسطى، وطالبهم بأن يحافظوا على تراث الحضارة الإسلامية ويكونوا محققوه فى محاولة منهم لتثبيت هذه الحضارة فى عقولهم وعقول شعوبهم، لأنها أعرق وأعقل حضارات الإنسانية التى غمرت العالم كله بشتى العلوم الدينية والدنيوية، بالإضافة لاقتباسهم من معالم الحضارة الغربية فيما يفيد الأمة الإسلامية والبعد عن معالم الهيمنة والإقصاء وفرض ثقافتهم المخالفة لثقافة الأمة الإسلامية والعربية.
كما أعرب د. آدم يرنده – رئيس قسم اللغة العربية بكلية الإلهيات عن سعادته البالغة بالرابطة العالمية لخريجى الأزهر التى طالما يسرت للوفد زيارة مصر الأزهر والتحضير لمقابلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب فى محاولة من الرابطة لمد يد العون لهؤلاء الطلاب لأن يطلعوا على معالم الحضارة الإسلامية وكذلك المصرية العريقة والمراكز الأكاديمية والتعليمية، موضحاً أن هذه الزيارة تستهدف أيضاً تحسين اللغة العربية لدى هؤلاء الطلاب، فقد اختيروا من بين 400 طالب درسوا باللغة العربية فى السنة التحضيرية بالكلية وعددهم 25 طالبا.
كما التقى الوفد بفضيلة الدكتور شوقى علام – مفتى الديار المصرية، أوضح فضيلته خلال لقائه بهم أهمية دار الافتاء عامة موضحاً أن الدار تعتبر حصناً علمياً كبيراً أفاد البشرية من قديم الزمان تؤدى دورها ورسالتها الشريفة لبيان الحكم الشرعى اتجاه كافة الموضوعات والجوانب والقضايا الهامة التى تهم جمهور المكلفين من الأمة الإسلامية.
كما وجه فضيلته لطلاب الوفد نصيحة هامة لأن يكونوا خير طالبين للعلم الدينى والدنيوى فيهما تكتمل رفعة الأمم وتقدمها، فبالعلم الشرعى نحقق منهجية التعلم والتعليم الذى لا إفراط فيه ولا تفريط .
وأضاف المفتى لابد أن تكون العلوم الدنيوية أيضاً من طب وهندسة وفلك وزراعة وكذلك بعض المهن الاحترافية مثل النجارة والحدادة أن تكون متسقة ومتلائمة مع ضوابط العلم الدينى، فكلها جميعها أتفق جمهور الفقهاء عليها بأنها فرض كفاية على المسلمون يمكن بها أن تتحقق نهضة الأمم.
من ناحية أخرى، شمل برنامج الوفد أمس زيارة لمكتبة الأزهر تعرفوا من خلالها على أهم المخطوطات من التراث الإسلامى وأهم الكتب، وقسم المسح الضوئى وعدداً من الكليات بجامعة الأزهر الشريف.






