مع خيوط الفجر الأولى تسلل من منزله، وهو يحبس أنفاسه ويسير على أطراف أصابعه، محاذراً أن يحدث أى صوت يوقظ أهله من ثباتهم، لا يحمل سوى ما يكفى بالكاد قيمة تذكرتى الذهاب للقاهرة والعودة لقنا مرة أخرى، وآلاف من استمارات "تمرد" الموقعة التى جمعها بمعاونة أصدقائه من أهل بلدته، تختبئ بين طياتهم أحلامه وأحلام جيل بأكمله فى الحرية ولقمة العيش، التى يغمسها بالكرامة مع من اختارها قلبه فى عشهم الصغير.
يشعر "تميم محمود" الطالب القناوى، الذى لم يتجاوز الـ16 عام، وهو فى طريقه لتوصيل الاستمارات بسلام لمقر الحملة الرئيسى فى القاهرة بأنه فى مهمة وطنية، لم ينجح فى أن يثنيه عنها خوفه من أن يفتضح أمره لدى عائلته ذات الأصل والفصل الإخوانى، أو حتى امتحانات الثانوية العامة، وهو الطالب المجتهد الذى يخطط للالتحاق بأحد كليات القمة؛ فحلمه الأكبر كان يدفعه دفعاً نحو القاهرة، وإيمانه بما يفعله يخفف عنه وطأة الحر والخوف، ورفاق رحلته يقتلون معه الوقت بالمزاح والضحك بينما تتدفق إثارة المغامرة فى شرايينهم.
"تميم" لم يكن يحمل بطاقة رقم قومى لصغر سنه، ولكنه أراد أن يلتحق بصفوف المتمردين فقرر أن يجمع توقعيات من الناس عوضاً عن توقيعه الذى كان تحت السن القانونى، متحملاً فى سبيل ذلك مخاطر جمة أهونها المشاحنات المستمرة مع عائلته الإخوانية التى يتقلد أغلب أفرادها مناصب قيادية فى حزب "الحرية والعدالة"، ووصلت فى بعض الأوقات إلى مطاردات بالسيوف والجنازير له ولأصدقائه من أعضاء بـ"الإخوان" والجماعات الإسلامية لمنعه من جمع التوقيعات لـ"تمرد"، لكنها لم تزعزعه قيد أنملة عن السعى لتحقيق الحلم الذى تنتظر مصر تحقيقه 30 يونيه القادم، ونجح مع أصدقائه فى جمع 4 آلاف استمارة موقعة.
قبل عامين كان تميم يشغل منصب مسئول الطلاب فى حزب "الحرية والعدالة" فى قنا، ولكن بعد موجات ممتابعة من الصدمات تلقاها من "الإخوان" على مدار العامين تيقن على إثرها أن مصلحة الجماعة أهم عندهم من مصلحة الثورة والوطن قرر ألا يعيش فى جلباب أبيه وعائلته بأسرها واستقال من الحزب ومن الجماعة، وتطوع فى حملة "تمرد" هو على استعداد تام لتحمل ضريبة قراره، ومغامرته بالسفر للقاهرة لتسليم الاستمارات دون علم أهله حتى لا يمنعونه.
وكانت أشد تلك الصدمات وقعاً عليه، موقفهم السلبى من حادثة "ست البنات" التى انتفض لها عرقه الصعيدى، بينما لم يتحرك ساكناً لقادة الإخوان للذود على عرض الفتاة الذى انتهك وجسدها الذى تعرى وضربته البيادى.
وأخيراً وبعد عدة ساعات فى القطار، وصل تميم ورفاقه إلى وجهتهم حيث مقر تمرد الكائن فى وسط القاهرة فى "عز القيظ"، ورغم قطرات العرق التى كانت تغرق جبينه الأسمر إلا أن ابتسامة النصر أبت أن تفارق شفاهه وهو يسلم لمسئولى الحملة حصاده من الاستمارات، ثم بلل جوفه بالمياه الباردة قبل أن يغادر على فوره رافضاً بأدب أن يستريح قليلاً من عناء الطريق، ليسلك مع رفاقه رحلة العودة لقنا وهم يخططون لتكرار مغامرتهم يوم 30 يونيه القادم.
"تميم".. متمرد قرر ألا يعيش فى جلباب عائلته الإخوانية
الثلاثاء، 18 يونيو 2013 11:08 م
"تميم" متمرد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الله عيك يابنى
هما دووووول شباب مصر الرجاااااااااااااااله
عدد الردود 0
بواسطة:
بيبو الأسمر
هههههه .... حلووووووووووووة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
المجد لتميم راجل صعيدي
عدد الردود 0
بواسطة:
تميم محمود
انا اهو
عدد الردود 0
بواسطة:
قصة قصيرة
قصة قصيرة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد صديق
ايوا يااخوانجى ياحقود يارقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
حملة مواجهة الكاذبون
7
عدد الردود 0
بواسطة:
لو زى ما بتقول يبقى كنت رديت بشتيمة
انا تميم