الأسطى عيد يقود مصيره وسيارته "بذراع واحدة" دون اصطدام بعائق المستحيل

الثلاثاء، 18 يونيو 2013 04:52 ص
الأسطى عيد يقود مصيره وسيارته "بذراع واحدة" دون اصطدام بعائق المستحيل الأسطى عيد
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
9 سنوات قيادة سيارات "مانيوال" بزراع أيسر "من غير ولا حادثة"، "مش منظرة ولا فرد عضلات، إنما هو أمر الله وثقة بالإمكانيات" هذا هو شعار الأسطى عيد عبدالله، الذى رمى الماضى الأليم وراء ظهره، وقرر أن يغير الواقع بمفاهيمه التقليدية مطلقا، "أيد واحدة ممكن تسقف" مش بس ممكن تسقف، دى ممكن تسوق وتنقل وتشاور ولو حكمت الظروف هتفرمل،

قرر الأسطى عيد أن يلغى كلمة مستحيل من حياته، متخذا مبدأ "لا تبك على اللبن المسكوب" فهو يرى أن الحياة مستمرة طالما لازال القلب ينبض، وإنها ليست نهاية العالم بمجرد فقد شىء عزيز أو غال، حتى لو كان هذا الشىء "ذراعه الأيمن"، ورغم أن كلمة "متقدرش" حاولت أن تهد من عزيمته، إلا أنه لم يرد على متحدثيه بكلمة مثلها وقرر أن يرد فعليا ويقول "قدرت".

يحكى عيد لـ"اليوم السابع" عن مشوار حياته، ويقول: بدأت عملى على ماكينة فرم اللحوم فى أحد مصانع اللحوم بمنطقة "المذبح" بالسيدة زينب، منذ أكثر من 20 عاما، ولم أكمل تعليمى لظروف أسرتى الصعبة، مشيرا إلى أنه ترك بلده ومسقط رأسه "بنى سويف" ونزل إلى القاهرة، وتحديدا منطقة "المذبح" باحثا عن فرصة عمل، حتى استقر على تلك المهنة.

واستمر على هذا الحال كعامل فرم اللحوم لمدة 10 سنوات، إلى أن تعرض لحادث، كثيرا ما يتعرض له الذين يمتهنون هذه المهنة، أثناء قيامه بعمله، التهمت الماكينة ذراعه اليمنى، مما استوجب بترها فورا، وهذا ما أدخله فى حاله من اليأس والإحباط فترة، خاصة أن ذلك الحادث كان قبل ليلة زفافه بحوالى أربعة أيام.

ولكن لم يستمر ذلك اليأس كثيرا، فخرج سريعا من تلك الحالة بمساعدة صاحب المصنع، الذى قام بكل تكاليف علاجه وأصدقائه وزوجته التى أصرت على الاستمرار معه، وفعلا بعد 4 شهور من الحادث استطاع أن يعود مره أخرى إلى العمل فى نفس المهنة كعامل على نفس الماكينة، ولكن مع الوقت اكتشف أنه لم يستطع أن يقوم بعمله على نفس مستواه قبل الحادث، وهنا كانت نقطة التحول فى حياته.

يستكمل "قررت أن أتعلم قيادة السيارات رغم أننى أعلم مدى صعوبة ذلك بالنسبة للشخص العادى، فما بالك فى ظروفى هذه، وفقدى لذراعى الأيمن الذى هو عمود أساسى فى القيادة، ومن الصعب الاستغناء عنه".

نجحت فى تعلم القيادة فى مدة لا تتجاوز شهر، بواسطة صاحب المصنع الذى ساعده وأعطاه سيارة العمل، ولكن بعد أن تجاوز كل الاختبارات الخاصة باستخراج الرخصة، ومن هذا اليوم وهو منطلق بسيارة العمل، موصلا طلبات اللحوم إلى العملاء إلى كل محافظات مصر، مكتفيا بذراعه اليسرى راضيا عن حاله.

وهذه التجربة هى ما دفعت الأسطى عيد، لتوجيه رسالة قصيرة إلى كل الشباب الذين لا يجدون فرص عمل، بأن يسعوا ويتوكلوا ولا يتواكلوا، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة على حد قوله، كما يحثهم على خلق فرصهم بأنفسهم، فلا يوجد مستحيل فهو وتجربته أكبر دليل.
















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة