"مش "مدريدى" و لا "برشلونى" لكنه إسبانى ابن إسبانى"، عندما تراه لن تصدق أنه ليس مصريا ، ورغم أنه لا يفهم العربية لا يمانع فى رد تحيتك بأدب، يصحبه مُترجم فى كل مكان ليكسر حاجز التواصل بينه وبين "ولاد البلد".
إنه "إيكر جو سيب" "58 سنة"، مدرب فى أكاديمية غرناطة بشمال إسبانيا لتعليم كرة القدم، جاء إلى مصر فى رحلة سياحية سريعة، ولأنها قاربت على الانتهاء، فكر أن يعود إلى بلاده بقطعة من مصر، لا شك أنه شعر بالحيرة فى البداية حتى استوقفته منحوتة خشبية جميلة مكتوب عليها "تحيا مصر" بين عدد كبير من اللوحات فى معرض شبابى على الرصيف بمنطقة وسط البلد، فوقف يتأملها كثيرا ثم قرر أن يقتنيها.
بالإسبانية يُحدثنا "جو سيب": "أشغال النحت هنا جميلة أوى حاجات أصلية من البلد مش بنشوفها فى حتة تانية، لدرجة أنى فكرت أعمل منحوتة خشبية أخرى تحمل شعار الأكاديمية اللى بشتغل فيها وكمان أنحت اسمى باللغة العربية لأنها لغة فريدة".
يقول "جو سيب" إنه يشجع النادى الأهلى لأنه يشبه كثيرا فريق بلاده "برشلونة"، لافتا أنه يتابع مواسم الكرة المصرية ويتمنى أن تلحق مصر بركاب كأس العالم.
تلتصق فى ذاكرته رموز مصرية لا يستطيع أن ينساها فيذكر منها: "الأهرامات ونهر النيل، وبرج القاهرة، وأبو الهول ورمسيس، و أم كلثوم وقهوة شعبية، بالإضافة إلى مسجد الحسين".
المدرب الإسبانى قال إنه زار مصر أكثر من مرة، ورغم ابتعاده عنها بسبب ظروف الثورة، إلا أنه لم ينساها كما يقول، وأوضح أنه حريص على تناول الوجبات الشعبية المصرية، ويقول: "بحب أكل الملوخية والكُشرى وبشرب تمر هندى فى السيدة زينب".
وتابع قائلا: "منذ صغرى وأنا مولع بالحضارة الفرعونية وكانت والدتى هى التى نمت عندى هذا الولع بمصر حيث اصطحبتنى للعديد من المتاحف التى تعرض التاريخ المصرى والفرعونى، ولم أصدق نفسى وأنا أرى أمام عينى الأهرامات الثلاثة وأبو الهول".
"جو سيب" يؤمن أن مصر مثالا جيدا لهذا العالم، ولا تزال رغم كل الوجع تحتفظ بسحرها وجمالها، الذى تتميز به عن باقى العالم، ويقول: "أنا فخور بوجودى هنا لأن المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين تجمعهم روح الحب والتسامح والوحدة و الاحترام وأتمنى أن يسير العالم العربى على هذا النهج".
وبيحب الملوخية و الكشرى..
على الأصل دور.. "جــو"مدرب كرة قدم إسبانى بيشجع النادى الأهلى
الإثنين، 17 يونيو 2013 09:16 م