ظل مستثمرووعملاء شركة أبل وهى شركة الإلكترونيات الأكبر فى الولايات المتحدة يترقبون لعدة شهور أن تطرح الشركة منتجات جديدة تمثل اختراقا فى عالم الإلكترونيات، وعندما حانت لحظة كشف الشركة عن أحدث أجيال نظام التشغيل آى.أو.إس فى احتفال كبير بمدينة سان فرانسيسكوبدت مشاعر الإحباط وخيبة الأمل بين هؤلاء واضحة تماما.
وقاد الإصدار الجديد من نظام التشغيل آى.أو.إس الذى كان فى وقت من الأوقات النظام القياسى فى عالم الهواتف الذكية موكب المنتجات الجديدة، وقد تم طرح هذا النظام لأول مرة مع الهاتف الذكى آى فون 2007 ولكن لم يتغير الكثير من أسسه منذ ذلك الوقت.
وفى الوقت الذى كان يستعرض فيه الرئيس التنفيذى للشركة تيم كوك ومدير التطبيقات كريج فيدريجى ومن مطورى تطبيقات آبل الكثير من الخصائص الجديدة لنظام التشغيل كان هناك الكثير من التصفيق والتهليل وأحيانا التصفيق وقوفا مرة أواثنتين.
ولكن الأمر كان أقل بكثير من النشوة والترحيب الذى استقبل به الجمهور المنتج الجديد من آبل الذى كان قد قدمه فى ذلك الوقت ستيف جوبز مؤسس ورئيس آبل الذى مات فى تشرين أول/اكتوبر 2011. ويقول المراقبون إن حرارة استقبال الجيل الجديد من نظام التشغيل كانت أقل كثيرا من تلك التى استقبل بها الجمهور الكمبيوتر اللوحى آى باد مينى العام الماضى عندما قدمه كوك.
ويمكن إرجاع هذا الفتور جزئيا إلى حقيقة أن الناس ما زالت تنتظر إثارة أكثر من خلال طرح منتجات جديدة تماما وليس الدوران حول نظام تشغيل موجود بالفعل.
كما يمكن أن يعود ذلك إلى حقيقة أن آبل شركة كبيرة أقامت شهرتها على أساس قدرتها على التفوق على كل منافسيها فى الابتكار والإبداع ولكن يبدوأن آبل هذه المرة اكتفت هذه المرة بتقديم ما تقدمه أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة الأخرى للمستخدمين.
وكتب كيفين سى توفيل فى مدونة جيجا أوم المعنية بموضوعات التكنولوجيا "عندما شاهدت عرض نظام التشغيل آى.أو.إس7 لم اتمكن من رصد أمر جديد ولكننى لاحظت وجود تشابه فى التصميم مع أندرويد وإتش.تى.سى ومايكروسوفت وحتى نظام بالم".
وسيكون من الصعب على كتاب المدونات المهتمة بنظام التشغيل المنافس أندرويد إخفاء سعادتهم بعدد الخصائص الموجودة فى نظام التشغيل آى.أو.إس7 والموجودة بالفعل فى أنظمة التشغيل التى تطورها جوجل والشركات المنافسة أخرى.
يذكر أن "التصميم المسطح" الذى تم التهليل له ليحل محل التصميم ثلاثى الأبعاد وكان موجودا فى الإصدار السابق من نظام التشغيل آي.أو.إس لم يكن جديدا أبدا حيث أنه ظهر مع نظام التشغيل ويندوز فون الذى طرحته مايكروسوفت عام 2010 وكذلك فى الإصدارات الجديدة من أندرويد، فى حين أن خاصية تعدد الوظائف التى تسمح للمستخدمين بفتح عدة تطبيقات فى وقت واحد كانت أيضا موجودة فى نظام التشغيل بالم.
أما خاصية النقر بالإصبع أسفل الشاشة لإظهار مركز تحكم فى الجهاز فهى أيضا موجودة فى نظام التشغيل أندرويد منذ العام الماضى.
أما خدمة البث الموسيقى عبر الإنترنت الجديدة المعروفة باسم آى تيونز راديووالتى تم الكشف عنها أيضا خلال مؤتمر مطورى تطبيقات آبل الأسبوع الحالى فلم تكن أيضا جديدة تماما فى عالم الترفيه حيث أنها تكرار لخدمة مماثلة على جهاز ألعاب الفيديو باندورا. أما الخاصية التى تتيح للمستخدمين مشاهدة رسائل التنبيه رغم غلق الشاشة فهى أيضا موجودة فى هواتف إتش.تي.سى التايوانية منذ سنوات.
وقد كتب موقع فاندرويد دوت كوم ساخرا إن "الشكل الجديد لنظام التشغيل آي.أو.إس7 هو نفس الواجهة التى يستمتع بها مستخدمو أندرويد منذ ظهور الإصدار أندرويد4 آيس كريم ساندويتش الذى تم الكشف عنه عام 2011".
أما جيرى هيلدنبراند الكاتب فى موقع أندرويدسنترال دوت كوم فكتب يقول "بعض الأفكار تكون جيدة بحيث يجب تقاسمها.. وفى حين تقرأ فى قائمة الأشياء التى (سرقتها) آبل والأشياء التى تمت سرقتها منها حاول أن تتذكر أن كل شخص فى هذه الصناعة يسرق من شخص آخر. وفى النهاية هذا يعنى أننا جميعا نستفيد من مجموعة عالمية من الخصائص العظيمة".
وهذه الحقائق تمثل أزمة بالنسبة لشركة آبل التى تخوض بالفعل صراعات قضائية متعددة مع الشركات المنافسة بشأن ملكية براءات الاختراع للكثير من التنقيات المستخدمة فيه هذه الصناعة.
نظام تشغيل "آى.أو.إس" الجديد من أبل يغازل مستخدمى منافسه أندرويد
الأحد، 16 يونيو 2013 02:51 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة