طارق الزمر

كيف تفكر القوى السياسية فى بلادنا؟!

السبت، 15 يونيو 2013 06:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتصور أن واجب العقلاء فى مصر هو أن يتدارسوا الحالة السياسية التى وصلنا إليها اليوم بكل دقة، كما أن محترفى السياسة ودارسى التاريخ يقع عليهم العبء الأكبر فى هذه الدراسة وتوقع السيناريوهات التالية. فى تقديرى أن الخطر الأكبر ليس فيما نحن فيه الآن، لكنه فيما لم يأت بعد وهو ما يمكن أن تؤول إليه البلاد من فوضى عارمة، وهو ما لا يحتاج إلى خطوات كثيرة بل إن خطوة واحدة يمكن أن تؤدى إليه وبسرعة فائقة.
يؤسفنى أن أقول: إن غالبية الحملة المناوئة للرئيس والتى تجاوزت حدود القانون والدستور والمعقول أيضا، لم تكن مخططة بقدر ما حركتها كراهية عمياء وحقد دفين، فهى حملة تحركها المشاعر ولا يضبطها أو يسيطر عليها العقل أو المنطق أو حتى التكتيك السياسى الذكى والاحترافى. لهذا لا أتوقع ولا أتصور أن تكون هذه الحملة مخططة لعواقب الأمور وسيناريوهات المستقبل التى نسميها نحن الإسلاميين فقه المآلات، والمبنى بطبيعة الحال على دراسة أصول الفقه الاسلامى والتدرب على مسائله، والذى أعنيه بفقه المآلات هو كيف أن الشىء لا يكون محرما لكنه فى ذات الأمر يفضى أو يؤدى إلى محرم، فيأخذ حكم التحريم. لهذا فإن العقل والشرع يقولان: إذا كان تهديد السلطة القائمة سيؤدى إلى فوضى شاملة فإن بقاء هذه السلطة بكل تأكيد هو الأولى والأوجب.. ولا يمكن لعاقل فضلا على سياسى أمين أن يتصور أنه إذا تم تهديد الأوضاع السياسية الحالية فإننا سنكون قادرين على السيطرة على الموقف ولو بشكل نسبى. ولا أتصور كيف غاب عن دهاة السياسة أن إسرائيل معهم على الخط، وأنها تتابع الساحة المصرية يوما بيوم، بل لحظة بلحظة، وذلك منذ أن فقدت الكنز الاستراتيجى، ومن يومها أصبحت مصر بالنسبة لها هى كأس الحنظل الذى تتجرعه يوميا.
ولا أتخيل كيف لم يتخيل عباقرة المعارضة أن النظام السابق يراقب بكل دقة ما يجرى اليوم، وأنه يقوم بالفعل بدور كبير على الأرض يمهد للعودة من جديد كما تخطط الولايات المتحدة لعودة سياسات مبارك التى كانت السياسات المثالية بالنسبة لها.
إن الحملة ضد الرئيس هى باختصار تنفيس عن غضب شديد والغضب بطبيعته يكون غير واع أو غير مدرك لعواقب الأمور ولا يحاول أن يتصورها ليفكر فى ضوئها.. فالثمار يا إخوة الوطن لن تقع أبدا فى حجر المعارضين الذين لم يعد دورهم سوى التغطية على محاولة إعادة النظام القديم لكنها فى الحقيقة لن يستفيد منها سوى النظام السابق وكل من استفاد من هذا النظام وتقوت على فساده. ولهذا فإننى قلت ومازلت أقول إن المعارضة ليس لديها أفق لما بعد الغضب الذى تحاول أن تنفثه ولا للغضب الذى تحاول أن تفجره، وكل حساباتها لا تتجاوز اللحظة الراهنة وبعدها يفعل الله ما يشاء. إن دعوتى التى أرجو أن أكون مخلصا فيها وأتوجه بها لكل مخلص صادق أمين على مستقبل هذا البلد أن يتدبر فى الخطوة التالية، وهى الخطوة التى قد تنهار فيها الأمور وينفرط فيها عقد الشرعية وتصبح كل أوضاعنا بحاجة إلى محلل. إن السؤال الذى يجب أن يطرح نفسه على عقول المفكرين خاصة والسياسيين عامة هو: من هو الرئيس الذى يمكن أن تجمع عليه القوى السياسية؟! وهل سيستطيع أن يلبى مطالب الشعب المصرى بعد الثورة ويستجيب لطموحات الفقراء الذين تجاوزت محنتهم كل حد؟! وما هو المدى الزمنى الذى سيحقق فيه هذه الأهداف؟! وهل سيصبر عليه الجمهور حتى يلبيها أم سيتمردون عليه بشكل أسرع من البرق؟!!





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد صبحى

انجازات مرسى فى سطور .

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد صبحى

انجازات مرسى فى سطور .

عدد الردود 0

بواسطة:

!! المصرى الحر !!

!! كيف ينام د مرسى !!

عدد الردود 0

بواسطة:

!! المصرى الحر !!

!! كيف ينام د مرسى !!

عدد الردود 0

بواسطة:

مؤمن

يا سلام على العقل - العقل زينة

عدد الردود 0

بواسطة:

فعلا

لهذا فإن العقل والشرع يقولان: إذا كان تهديد السلطة القائمة سيؤدى إلى فوضى شاملة فإن بقاء ه

عدد الردود 0

بواسطة:

الزينى

احلى بلد بلدى

وطظ فى من يتولوا مناصب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة