عم أسامة.. يعمل لثمان ساعات يومياً فى مساحة متر فى نص

السبت، 15 يونيو 2013 12:04 ص
عم أسامة.. يعمل لثمان ساعات يومياً فى مساحة متر فى نص عم أسامة
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بابتسامته العذبة التى أكل عليها الدهر وشرب يستقبل الرجل الخمسينى القاهرى زوار نقابة الصحفيين العابرين والدائمين، تمنحهم ابتسامته الشعور بالألفة والطمأنينة، وهم يصحبونه لبضع ثوانٍ فى رحلته اليومية التى تمتد من 12 ظهراً وحتى الثامنة مساءً داخل مصعد النقابة، فيما عدا الجمعة.

عم "أسامة عبده" أقدم عمال المصعد فى نقابة الصحفيين، شاهداً أصم على آلاف الأسرار التى عبرت أذنيه خلال ست سنوات عملها داخل النقابة، وآلاف الأحداث والمواقف والطرائف والغرائب التى وقعت بين جدرانها، وبوابة استقبال مرحبة لعشرات الآلاف ممن توافدوا على سلالمها وطوابقها.

يعرف جميع روادها الدائمين ويعرفونه ويتبادلون معه الأحاديث والابتسامات خلال رحلاتهم القصيرة فى المصعد، ومن الأشخاص الذين سعد برؤيتهم داخل مكان عمله الذى لا تتجاوز مساحته متر فى نصف، المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى والمخرج خالد يوسف والممثل لطفى لبيب، لكنه أشار فى خجل أنه لم يتحدث إليهم واكتفى بابتسامته المرحبة.

أول يومين قضاهما فى العمل كانا الأصعب، لشعوره بالدوار والصداع من كثرة الساعات التى يقضيها داخل المصعد صعوداً وهبوطاً، إلا أنه اعتاد على ذلك مع الوقت، ولكن لا يزال الأمر مرهق، ولذلك يقوم هو وزملاؤه بالعمل لمدة ساعة ثم يتبادلون الاستراحة لنصف ساعة، وكان من قبل يعمل فى إحدى شركات الأمن الخاصة بعد حصوله على دبلوم التجارة، متذكراً أول راتب تقاضاه منها وفرحته بالثمانين جنيهاً، "كان مبلغ وقتها".

أمنياته هى الستر لابنتيه "شيماء" المتزوجة ذات الـ21 ربيعاً ولأختها الأصغر "أسماء" طالبة الثانوية العامة التى تحلم بأن تصبح "دكتورة"، وانصلاح أحوال البلد "إحنا اتعودنا خلاص على الهم بس ربنا يصلح الحال عشان الأجيال الجديدة متتعبش زينا"، ويشير بفخر إلى أنه وقع على استمارة "تمرد" هو وجميع أفراد أسرته إلا أن ابتسامته تنطفئ جذوتها وهو يتأسف لعدم قدرته على الذهاب للاتحادية يوم 30 يونيو، ويهز رأسه "هبقى شغال، لو كنت فاضى كنت رحت".

والأمر المثير للعجب أن عم أسامة برغم سنواته الخمسين لم يشارك طوال حياته فى مظاهرة واحدة ولم يردد يوماً هتافاً، رغم أنه طالما تمنى ذلك لكن عمله كان يمنعه.. فطوال أيام الثورة كان يقضيها فى النقابة مع باقى العمال ليسهروا على حراستها بالشوم ويواجهون البلطجية الذين يلقون المولوتوف عليها أو يستنشقون دخان القنابل المسيلة للدموع التى كان يلقيها عساكر الأمن المركزى على سلالم النقابة، وأكثر هتاف يتمنى أن يردده الآن هو "ارحل" ليتولى رجل يخاف على مصلحة البلد.

إجازته يقضيها فى منزله المتواضع بالوايلى مع أسرته الصغيرة ويأخذ إليهم فى طريق عودته كل حين "طبق" حلويات "مش من العبد عشان غالى"، وحين يريد أن يروح عنهم يأخذهم لزيارة والدته، وفى الصيف يذهبون بضعة أيام للإسكندرية، لكن ظروف البلد تجعله يتشكك إن كانوا سيذهبون هذا العام.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة