دائما ما يشكو الوالدان من أولادهم، ويتبادل الأبناء الشكوى، خصوصا مع مرحلة المراهقة التى تعيد فيها العائلة اكتشاف شخصيتها، وشخصيات أولادها، وفى كل حالة تكون الآراء بين الآباء والأبناء مختلفة، وتختلف معها الشكوى، والمشاكل التى تواجه كل منهم، وهنا نبحث مع عائلتين، وأبنائهم الذين يمرون بمرحلة المراهقة، وأهم ما يتعرضون له من مشاكل، ومواقف، خلال معاملتهم اليومية.
صفاء عوض، ربة منزل، ووالده لشابين، تقول إن الأول أشرف محمد19 عاما خريج مدرسة "مبارك سكول" بالإسماعيلية متأرجح المشاعر، وفى حالة حب باستمرار، وغالبا تكون كل اختياراته خاطئة، بل وأحيانا تربطه علاقة عاطفية مع أكثر من فتاة فى نفس الوقت، ولا يقبل النصيحة، أما الثانى أحمد محمد، 15 عاما، بالصف الأول من مدرسة "مبارك سكول" بالإسماعيلية، وتصفه أنه مدمن للإنترنت، ولا يفعل شيئا فى يومه سوا الجلوس أمام الكمبيوتر، يشاهد أفلام مخلة، وأن أحيانا يصل النقاش بينهما وبين أبيهما إلى العنف، بل وتصل الأمور إلى تركهما للمنزل.
ويرد محمد، أن والديه دائما ما يعلقا على كل تصرفاته بشكل سلبى، وكأنه لا يفعل شيئا صحيحا على الإطلاق، ويصفهما بالحافظين لكلمة "لا وغلط" كما يتساءل كيف أثق فى أرائهما إذا كانا دائما معترضين حتى لو على شىء صحيح، ولكنهما يعترضان لمجرد أنه رأيى ليس إلا.
ويلتقط منه أحمد الحديث مشيرا أن والديه دائما يشكيان منه، ويشككان فى تصرفاته، ودائما يهينانه لمجرد الجلوس أمام الانترنت، ويعترف أنه شاهد من قبل أفلام جنسية، ولكن كحب استطلاع ليس إلا، ويقول "حتى رد فعلهم كان عنيف عندما اكتشفا ذلك، لم يتفاهما معى بطريقه أكثر تحضرا".
بينما يقول صبرى حيرم، موجه التاريخ معاش بإدارة "ميت غمر التعليمية"، إنه يواجه مشكلة من نوع خاص مع ابنته إحسان صبرى 22 عاما، خريجة كلية تربية نوعية ميت غمر، فهى تنطوى على ذاتها، ولا تصرح بأسرارها وهذا الأمر يؤرقه خوفا من أن تنحرف أفكارها، كما أنها تعانى من اللامبالاة، فإذا طلب منها شيئا يكون ردها الفورى "حاضر يا بابا"، وعلى الرغم من ذلك فهى لا تنفذ أى شيئا، حتى لو ألح فى الطلب، وهذا ما يثير استفزازه ويؤدى إلى مشاكل لا حصر لها.
وترد إحسان أن والديها كثيرا المشاكل، سواء معها، أو مع بعضهما البعض، مما يجعلها تحاول الانعزال عن عالمهما تماما، منعا للاحتكاك، حتى أنها أحيانا إذا تحدثا معها تتظاهر بأنها تستمع لما يقولانه بينما فى الحقيقة هى شاردة فى شىء آخر، فكل كلامهما يشبه بعض مجرد أوامر وطلبات.
فى حين تقول ندى محمد، ربة منزل، إن مشكلتها الوحيدة مع ابنتها ميرا جمال، 17 عاما، بالصف الثالث الثانوى بمدرسة أم المؤمنين الجيزة، هى أنها حادة فى ردودها، ومندفعة، وعنيدة لا تتقبل رأى الآخر، كما تضيف أن شقيقتها الكبرى عندما كانت فى نفس سن المراهقة كانت مختلفة عنها، تماما فكانت مثال للطاعة.
وعن كلام والدتها تقول ندى إن علاقتها بوالديها جيدة، ولكن ينقصها علاقة "الصداقة الحقيقة" فتقول "هما يعتقدان أنهما أصدقاء لى، ولكن فى الحقيقة هما ليس كذلك، فمازالت هناك خطوط حمراء لا يمكننى تجاوزها معهما، وهذا ما يؤرقنى ويجعلنى مضطربة دائما، وسريعة الانفعال".
