من العادى أن تجد فى الأماكن الحكومية لافتات تمنعك من التدخين أو من إلقاء المهملات على الأرض، لكن من غير العادى أن تجد لافتة تمنعك من الحديث فى السياسة، هذا هو الحال فى مكتب بريد محمد فريد، فعلى الرغم من وجود عديد من اللافتات الإرشادية التى توضح خدمات مكتب البريد، إلا أن أكثر الافتات انتشارا، تجدها على أكثر من حائط "ببنط كبير" تقول ممنوع التحدث فى السياسة داخل المكتب "وإذا تجاهل هذه اللافتة أحد العملاء، وعمل نفسه عبيط"، وتكلم فى السياسة تجد أحد الموظفين بالمكتب يوجهه إلى اللافتة.
"وائل مصطفى" مدير مكتب بريد محمد فريد، يحكى " لليوم السابع" أن السبب وراء وضعه هذه اللافتة التحذيرية هى المشاكل التى تكررت أكثر من مرة داخل المكتب بين المواطنين نتيجة نقاشهم فى الوضع السياسى الحالى، لذلك فقد وضع هذه اللافتة ليمنع بها أى حديث سياسى تجنبا للمشاكل "أنا قررت أحط الورقة دى، علشان فى مشاكل كتيرة حصلت جوه المكتب من العملاء، البلد دلوقتى كلها بتتكلم فى السياسة، يجى يدخل العميل المكتب، ممكن يكون مؤيد لمرسى أو معارض ليه، يقابله واحد من الطرف التانى، يقعدوا يتكلموا مع بعض، بس الموضوع فى الآخر ممكن يوصل لخناق بينهم وبين بعض".
كما أن الأمر لم يقتصر على المواطنين وأنفسهم بل امتد إلى الموظفين أيضا فيضيف وائل "أحيانا يصل الأمر إلى أن يعرض المواطن موضوع النقاش على الموظف، ولو الموظف مؤيد لرأيه، الدنيا ماشية وتمام، لكن لو معارض بقى، ممكن النقاش يسخن والدنيا تولع وتحصل خناقات وخصوصا فى ناس كتيرة بتبقى متعصبة لرأيها".
ويستكمل وائل حديثه "أنا عملت الموضوع ده علشان ألحق المشاكل قبل ما تحصل، وكمان أحافظ على الموظفين بتوعى، هما بيشتغلوا فى فلوس، وشغل الحسابات بيحتاج تركيز، لأن الموظف لو مركزشى، وحصل عنده عجز فى الفلوس أو زيادة ، دى بتيجى على دماغه، لأن التعامل المالى يحتاج إلى تركيز عقلى، وحاجة ذى المناقشات دى ممكن تشتت انتباهه، وتركيزه، بالإضافة إنها بتعطل الشغل، ومهمتنا بتركز على سرعة أداء الخدمات للمواطنين".
اوعى تتكلم فى السياسة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة