"احرصوا على قضاء عطلات منتظمة تصحوا وتسعدوا".. هذا ما خلصت إليه دراسة علمية قُدِّمت لمنتدى سياحى ألمانى وكشفت نتائجها أن تمضية العطلات بانتظام بعد العمل المتواصل تعود بتأثيرات إيجابية جمة على صحة البدن وتلعب دوراً فى سعادة النفس.
وأظهرت الدراسة، التى أعدتها جيسيكا دى بلوم أستاذة الطب النفسى للعمل والتنظيم بجامعة تامبيرا الفنلندية، وأُعلنت يوم السبت بالعاصمة الألمانية برلين، ونشرت بـ"الجزيرة.نت"، أن الأشخاص الذين ينفقون أموالهم على عطلة قصيرة أو بتمضية رحلة عائلية، يكونون أكثر سعادة فى المنظورين الزمنيين القريب والبعيد مقارنة بمن ينفقون نفس القدر من المال فى شراء مقتنيات مادية كالمجوهرات أو الملابس أو الأجهزة الإلكترونية.
وذكرت الدراسة التى عُرضت بمنتدى الجمعية الألمانية للبحوث السياحية، أن متعة رحلة غوص فى البحر الأحمر أو تمضية إجازة بمشاهدة الطبيعة الخلابة فى إقليم الأندلس الإسبانى، تظل ماثلة بالذهن طويلاً، ولا يمكن مقارنتها بمشاعر آنية يمكن أن تتولد وتزول نتيجة امتلاك حلة ملابس من ماركة عالمية أو ساعة يد ثمينة.
وأشارت الدراسة إلى وجود آثار إيجابية على صحة الإنسان إذا ما ابتعد عن روتين العمل المتواصل بتمضية عطلة أو استمتع بإجازة.
وقدمت أدلة علمية لبحوث أجرتها أثبتت أن الأشخاص الذين يقضون فترة طويلة فى العمل المتواصل دون أن تتاح لهم فرصة الاستمتاع بعطلة، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض أو الموت المبكر من غيرهم ممن يحرصون بشكل منتظم على القيام بعطلة.
وأوضح العلماء المشاركون بالدراسة أن الانعكاسات الإيجابية للعطلة على البدن والنفس لا ترتبط بمدة هذه العطلة بقدر ما ترتبط بتكرارها بانتظام.
وأشاروا إلى أن الفحوصات التى أجروها على أشخاص أمضوا عطلات قصيرة وطويلة أظهرت وجود قاسم مشترك بينهم هو تحسن فى صحتهم العامة، واختفاء أعراض مرضية، وشيوع الإحساس بالرضا والسعادة لديهم.
واعتبرت جيسكا دى بلوم، المشرفة على الدراسة، أن الاستجمام والنقاهة يتشابهان مع النوم فى الأهمية للجسم والبدن.
ورأت أن عطلة صيفية طويلة "لا تكفى لسد حاجة الإنسان من الراحة والهدوء بعد عمل متواصل طوال العام، لأن الأكثر إفادة بهذه الحالة هو عطلات قصيرة متكررة بانتظام".
وحول اعتبار العطلة استجماماً خالصاً وهل ستعلق طويلاً بالذاكرة، قالت الدراسة إن هذا متوقف على عدة عوامل.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة