كيس ضخم تدلت منه الشرائط الملونة وأطراف الرؤوس البلاستيكية الصغيرة، بجانبه وقف "عم كامل" مخترقاً بأصوات أراجوزاته الناعمة صخب الميدان أمام محطة مترو "جمال عبد الناصر"، حوله تجمع المارة لمشاهدة الأراجوز الذى اختفى من الشوارع بعد أن تحولت عروض الأراجوز وصندوق الدنيا إلى تاريخ طفولة لا تعرف الانترنت الذى قضى على ذكريات الأراجوز واللعب فى "المراجيح" منذ سنوات طويلة لم ينقطع "عم كامل" عن تصنيع الأراجوز وكتابة حكايته التى يقف لترديدها بحرفة "أراجوز زمان" فى الشوارع المزدحمة.
عم كامل نصحى يقف بميدان الإسعاف هو وأرجوزاته منذ أربعة سنوات بمجرد أن تعبر من أمامه، حتى تسمع صيحات الأراجوز تنادى عليك "يا توتوـ يا قطة،يا بطة جاذبة لكل الانظار من حولها، تجد الأطفال ملتفين حوله بل والكبار أيضا، يتهافتون ليروا هذه السلعة التراثية، التى أصبحت رؤيتها فى الشوارع ذكرى بعيدة.
"أراجوز يا بيه، أراجوز يا آنسه بهذه الكلمات يواجه عم كمال كل من يعبر أمامه محدقاً فى الأراجوزات بدهشة من الفن الذى عاد للحياة مرة أخرى على يد "عم كامل".
" الناس من زمان مشافتشى أرجوزات، وإحنا مكناش زمان بنشوفه غير فى المولد، وعشان كده أنا قررت اعمله علشان أفرح بيه العيال الصغيرة، وكمان يكون مصدر رزق ليا، أزود بيه دخلى خصوصا انى شغال فى مطبعة والحال على القد " يحكى "عم كمال" عن ذكرياته مع "فن الأراجوز" الذى أحترف صناعته والدوران به فى الشوارع منذ سنوات, يتوقف قليلا عن الكلام ," يا توتو ,يا بطة, يقولها لاحد الاطفال المارين من أمامه ثم يتابع حديثه , اللعب اللى كانت على أيمانا زمان وإحنا صغيرين مكنتش بتحتاج أى حاجة , لكن اللعب الموجودة دلوقتى غالية ومكلفة، الاراجوز ده كله على بعضه ب 3 جنيهات".
وبالرغم من كمية الاستهزاء والـ "التريقة" التى واجهها عم كمال إلا أنه أصر على استكمال مشروعه، فيقول "مراتى وعيالى كانوا بيتريقوا على اللى كنت بعمله، وقالولى إنه عمره ما هينجح، وخصوصا لما وقفت أبيع الأراجوزات فى الشارع عندنا فى الهرم، مكنش فى حد راضى يشترى منى، والكل يعدى ويبص عليا ويضحك ويمشى، لحد ما اتعلمت طريقة كلام الأراجوز، دا فن زمان والناس بتقبل عليه عشان بيفكرهم بلعب زمان".
يكفى أن ترى النظرة على وجوه كل من يعبر أما عم كامل لترى الابتسامة الطفولية لكل من يشاهد الاراجوز، سواء كان كبيرا أم صغيرا، تقديرا للأراجوز الذى يعد تراث شعبى تسرب إلى وجدان الملايين عبر مئات السنين.. انفردنا به وابدعنا فيه، وحمل عنا كثيرا من تعابير حياتنا على اختلاف مراحلها.
هتشتريه ولا تتفرج عليه..
"عم كامل" رجع الأراجوز للشوارع.. الفن بريحة زمان
الثلاثاء، 11 يونيو 2013 09:17 م
عم كامل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة