اتهم الأديب الكبير يوسف القعيد جماعة الإخوان المسلمين بالدخول فى معركة كانت مؤجلة مع الثقافة لأسلمتها والقضاء عليها عبر وزير الثقافة "علاء عبد العزيز"، الذى يفعل فى الثقافة ما لم يجرؤ إخوانى على فعله.
وقال "القعيد" للإعلامى طارق الشامى ببرنامج "حوار القاهرة" على قناة "الحرة"، إن هوية المصريين فى خطر حقيقى بسبب وجود جماعة فى الحكم تؤمن بالأممية الإسلامية ولا تؤمن بكلمة وطن التى لم يذكرها الرئيس مرسى فى أى خطبة، وقال: "الإخوان المسلمين تعبير "شوفينى" لأنه يعنى أن غيرهم ليس بمسلم".
وشبه "القعيد" الإخوان والسلفيين بالكوليرا والتيفود لأن كلاهما خطر على مصر، ونفى أن يكون أحد ضد الثقافة الإسلامية، مشيرا إلى أن العالم العربى يعيش منذ الستينيات على ما نشر من تراث إسلامى، لكنه أوضح رفضه "أسلمة الثقافة" ورفضه لما وصفه بـ"تفكير اليأس" المتمثل بدعوة البعض إلى إلغاء وزارة الثقافة الآن مستشهدا بأن مصر قادت الأمة العربية فى الكتاب والسينما والفن التشكيلى خلال الستينيات.
ومن جانبه، اعتبر المخرج السينمائى "خالد يوسف" فى ذات البرنامج أن وزير الثقافة لا يحارب الفساد ولكن يقطع الرءوس، مشيرا إلى أن من يحارب الفساد يحيل الفاسدين إلى النيابة ليأخذ القانون مجراه، وقال إن الوزير لا ينتمى للجماعة الثقافية المصرية ولم يقم بتحرير (مونتاج) فيلم واحد فى حياته وهى المهنة التى يدرسها، معتبرا أن الوزير ينفذ مخططا يعبر عن نية جماعة الإخوان المسلمين التى قال إنها لا تنتمى لتاريخ الوطنية المصرية لأن لديهم مشروعا للسيطرة على العالم ولو انتهوا من مصر سينتقلون إلى ليبيا وتونس وغيرهما، محذرا من أنهم سيفرزون جيلا مشوها يفهم الدين بطريقتهم ويفهم العلم والحياة بطريقتهم بينما مصر قائمة على التنوع.
واستنكر يوسف حديث الإخوان عن الثقافة ولم يخرج من بينهم عبر 80 عاما أديبا ولا فنانا ولا مخرجا ولا شاعرا، داعيا إياهم بالانخراط فى الثقافة ومنافسة المثقفين وإلا فليبتعدوا عنها ويتركوا الثقافة لمبدعيها ورموزها وقاماتها.
وطالب خالد يوسف بالإبقاء على مؤسسات الدولة الثقافية ملكا للشعب ولثقافته الخاصة بعيدا عن السياسة، لأن الإبداع لا دين له ولا مذهب، وقال: "إن لم يسقط الإخوان فى 30 يونيو الجارى، وهم سيسقطون قطعا، فلن نترك قضية الثقافة ودونها الموت".
وانتقد "مجدى العفيفى"، رئيس تحرير صحيفة "أخبار الأدب"، صمت المثقفين على فاروق حسنى، وزير الثقافة فى عهد مبارك لمدة 30 سنة، دون التظاهر ضده، كما عبر عن دهشته لتغيير 6 وزراء ثقافة فى غضون سنتين فقط قائلا: "السياسة هزمت المجتمع خلال عامين وفتته، والآن جاء الدور على الثقافة والمثقفين"، مستنكرا القول بأن الوزير الذى جاء قبل 30 يوما فقط سيهدم الحضارة والثقافة فى مصر معتبرا ذلك وهما كبيرا.
وأوضح "العفيفى" أن الثقافة المصرية "محصنة" وليست هشة أو ضعيفة، محذرا من أن العنف القادم فى المجتمع ليس عنف السلاح وإنما عنف الفكرة التى هى أخطر من الدبابات، وأشار إلى أن المشكلة الحالية تتلخص فى الوضع الداخلى وارتباط السياسة دائما بشخص واحد والقول بمصر عبد الناصر، ومصر السادات ثم مصر مبارك، متسائلا: "ألم تتبن الأعمال الفنية الأدبية والمسرحية والسينمائية فى الستينيات السخرية من رجل الدين والشيخ تحديدا"، وأضاف "إن الثقافة الإسلامية تاج على رأسى ولا يمكن إلغاؤها تماما".
القعيد: الإخوان والسلفيون مثل الكوليرا والتيفود كلاهما خطر على مصر..ويوسف: وزير الثقافة لا يحارب الفساد ولكن يقطع الرءوس..العفيفى: عنف الفكرة أخطر من الدبابات
الثلاثاء، 11 يونيو 2013 12:22 ص