وفى تصريح له قال الفنان محمد طلعت، مدير قاعة جاليرى مصر، "إن المعرض يأتى تأكيداً على نهجنا الطامح نحو تقديم التجارب الشابة الواعدة والقادمة بقوة لما تحمله من طرح مغاير وجديد فى الرؤى والتناول والتقنيات، يأتى دوماً فى قوالب فنية رائعة ومبهرة تحمل أفكار مختلفة تستحوذ على عقل ووجدان المُتلقى، لما يتمتع به جيل الشباب من روح جانحة دوماً إلى التمرد والتحرر والانطلاق خارج الأُطر التقليدية، مدعومين بطفرات تكنولوجية ومعلوماتية مذهلة ومتوالية.. ونحن بجاليرى مصر نشرف بتقديم هذه التجارب المميزة لجيل الشباب والوسط، بل ونستهدف ذلك من خلال مد جسور التواصل والتعاون مع كل صاحب فكر وموهبة حقيقية وجادة لنقل صورة صادقة للفن المصرى المعاصر، ومقياساً لمدى تفاعل الفنان التشكيلى مع الواقع وانعكاس ذلك على أعماله التى فى الأغلب ما تخرج من رحم هذا الكم الهائل والمتراكم من المشاهد اليومية ومعايشته لها، مُتسقة مع الظروف المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
ويُقدم المعرض من خلال مجموعة من الأعمال الفنية رسالة فنية وثقافية راقية تتعرض بشكل مباشر للواقع الذى آلت إليه منطقة "وسط البلد" فى عرض فنى يُثريه تنوع المجالات والخامات والتقنيات وتعدد المنظور الفنى لهذا الواقع والتفاعل معه طبقاً لكل فنان، وعن تلك المنطقة قال الفنان محمود حمدى، منظم المعرض: "منطقة وسط البلد فى القاهرة كانت حتى الستينيات من القرن العشرين مليئة بالمكتبات، مع الوقت وتغير الظروف والأحوال تحولت هذه المكتبات إلى محلات لبيع الأحذية والملابس، وأخذت تنتشر هذه المحال ويقل عدد المكتبات، وأخيراً انتشرت تجارة الأحذية والملابس... البحث عن المعلومات والثقافة والفنون تحول إلى البحث عن أشياء استهلاكية مستوردة، علاقات الفنانين بهذه المنطقة فى منتصف القرن العشرين تختلف تماماً عن علاقاتهم بها فى الوقت الحالى، هذه المنطقة دائما يتمثل فيها المناخ العام السائد الثقافى والسياسى المعاصر، فى المحال، المكتبات، المقاهى والحانات، فى التعامل مع البنايات والميادين والتماثيل القديمة والفنادق التى تحولت أيضاً إلى مخازن للأحذية والملابس !!"
