التقى "اليوم السابع" خلال زيارته بدير سانت كاثرين بأقدم راهب عاش فى الدير بعد الأب بولو، إنه الأب جاستين "أمريكى يونانى" عاش 17 عاما فى دير سانت كاترين بعد زيارة يومين عام 1978، استقر بعدها بشكل كامل فى مصر راهبا بالدير لخدمة السلام والأرض المقدسة.
فى البداية، أكد جاستين أن الله أظهر نفسه فى سيناء ومن هنا استمدت الأرض قدسيتها وقدسية الجبل، ويتم احترامها من الجميع، حيث ذكرت فى كل الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، لما تمتلكه من تراث وتاريخ روحانى مقدس، مؤكدا أن كلمة سيناء مشتقة من الكلمة السامية "سن"، بمعنى سن الإنسان ويعود سبب هذه التسمية إلى شكل الجبال الشبية بالسن فى تكوينها، والبعض يقول إنها كلمة مشتقة من كلمة سين بمعنى "إلهة القمر" التى كان يكرمها سكان الصحراء ما قبل التاريخ.
وقال جاستين، أنها قبل استقرارها فى الدير جاءت مصر عام 78 زيارة يومين و1996 جاء للدير، واستقر لمدة 17 عاما فى مصر، فانا أحب مصر وأهلها جدا.
ونوه جاستين قائلا: "إن الأمر يبدو للبعيد عن هنا، إننا مختلفون فى اللغة والديانة، وهذا غير صحيح، فرغم أن رهبان الدير يتحدثون اليونانية ويعتنقون المسيحية، والمسلمون يتحدثون العربية ويعتنقون الإسلام، إلا أن العكس يحدث هناك لغة مشتركة بيننا وهى روحانية احترام المكان المقدس، وكلنا أصبح يتحدث العربية واليونانية ولكل منا حريته فى شعائره الدينية، وهناك تعاون تام بين الرهبان وقبيلة الجبالية".
وأكد جاستين، أن الأنبا ديمانيوس، رئيس الدير، أكد أن الدير تخرج منه رسالة من سيناء لكل العالم، رغم اختلافنا فى اللغة والطبيعة والديانة نتعاون سويا.
وحول بعض الأحداث الأخيرة التى تم توصيفها بأنها فتنة طائفية وهل تؤثر على الدير، قال جاستين: "مشاكل الفتنة الطائفية موجودة فى الشرق الأوسط بشكل عام وليس فى مصر فقط ونحن فى سيناء نعطى الأمل لكل العالم أن هناك محبة ومودة، وعلينا أن نتخطى كل هذه المشاكل لننجو بأنفسنا من الغضب الإلهى فالأرض للجميع والدين لله".
وعن حكاية الجامع الموجود داخل الدير، قال جاستين: "إن هذا تقليد فريد من نوعه ولا يوجد فى أى مكان بالعالم أن يكون هناك دير بداخله جامع، مؤكدا التفهم والتعاون بينه وبين قبيلة الجبالية التى تسكن الدير وتعاونهم، وهم من الرعاة الأوائل للدير ويشاركوننا كل شىء، والمبنى كان موجودا منذ القرن الـ11 ولا أعرف بالضبط فيما كان يستخدم، لكن يقال، إنه كان مكانا للضيافة أو مكتبة، وظللنا محتفظين به بنفس الشكل ولم يتم تطويره أو تغيير ملامحه، فهو خصص أنه جامع ولم يتم تعديله أو عمل القبلة له حين هبط أحد أمراء الحكم الفاطمى هنا، فى هذا التوقيت لم يكن هناك سوى 3 جوامع فقط فى مصر للحكم الفاطمى".
وأكد جاستين: "أن الجامع الموجود فى الدير لا يتم إقامة الشعائر فيه لأنه مقام على جذوع نخل والمسلمون يصلون داخل الكنيسة أو فى أى مكان بالدير، ولا يدخلون الجامع خوفا من انهياره، فالدير بالكامل هنا مكان للعبادة والصلاة والسلام، ويلجأ لزيارته مسلمون ومن كل الديانات وأحيانا يتم استخدامه فى الزيارات الخاصة فقط ولكن لا يقام فيه صلاة".
وعن تأثر الدير بالمناخ السياسى الموجود والأحداث الأخيرة من حوادث الخطف على عدد السياح والوفود قال جاستين "عدد السياح الآن أصبح نصف ما كان يترددون على الدير فى الماضى، وهذه مشكلة تؤثر على البدو لأن دخلهم معتمد بالشكل الأساسى على السياحة، ورغم ذلك هناك طائرة تأتى كل أسبوع من موسكو لشرم الشيخ وهناك سياح روس كثيرون يأتون هنا، ولا يبالون بهذه الأحداث السياسية والتغيرات الموجودة فى مصر لأنها شعائر دينية وأماكن مقدسة".
وأكد جاستين، أن هناك ناسا كثيرة تود زيارة الدير لكنهم متخوفون ويقومون بمراسلته لكنه دائما ما يؤكد لهم أن الأمور مستقرة، ولا توجد أى مشاكل، ويسعى لتحفيزهم للمجىء لزيارة مصر وسانت كاترين".
وطالب جاستين أن يتخطى الجميع المشاكل السياسية، وأن يعرف الناس حقيقة التاريخ؛ فالدير هنا مشهور أنه يونانى ومسيحى ولا بد أن نقول للناس، إن تاريخ مصر مكتوب، وإن الدير لكل الأديان وعلى أرضهم ونحن لسنا أجانب أو داخلين وإنما نحن جزء من تاريخ مصر".
وأعرب جاستين عن حزنه الشديد لما يمر به الاقتصاد المصرى الآن من أزمته، مؤكدا أنهم فى الدير يصلون من أجل مصرن والدعاء بانتعاش الاقتصاد المصرى، قائلا: مصر جيدة من داخلها وقادرة على تخطى أى أزمه ومع قليل من الصبر سيعود الاستقرار والأمن والآمان".
واختتم جاستين حواره مع "اليوم السابع" أن هناك كثيرين يتعجبون لماذا ترك أمريكا وفضل البقاء فى مصر قائلا: "أمريكا غنية ولديها أموال طائلة لكنها لا يوجد بها مكان مقدس، وليس لها حضارة وتاريخ يشبه تاريخ مصر وحضارتها المذهلة، وهذا أهم بكثير بالنسبة لمصر من أن يكون لديكم أموال".
الأب جاستين لـ"ليوم السابع": مصر بحضارتها وتاريخها وأرضها المقدسة أفضل بكثير من أمريكا بأموالها.. والسياحة انخفضت للنصف بسبب الأحداث السياسية.. ودير سانت كاترين يصلى كى يتخطى العالم الفتنة الطائفية
الخميس، 09 مايو 2013 01:22 ص