شابان يخرجان حلمهما على الورق فى ميت غمر

حين تسير فى شوارع قرية ميت غمر أو بالقرب من جامعة المنصورة، سيلفت نظرك لوحة من الورق المقوى "كانسون" سوداء اللون وملصق عليها 5 أوعية من البلاستيك تمثل جيوبا بلاستيكية شفافة بها العديد من الورق المطبوع، لا تندهش بل ادنو منها.. اقرأ ما بها من معلومات وما يعجبك منها مد يدك إليها لتحصل على نسختك فورا ومجانا.

هذه هى فكرة دورية الرصيف التى ينفذها "عبد الرحمن رياض" الطالب بالفرقة الثانية من كلية التجارة بجامعة المنصورة؛ وصديقه "محمد عبد الرازق" الطالب بالفرقة الأولى بكلية الحقوق لنفس الجامعة، حين وجدا أن الناس فى بلادنا لا تقرأ وأن المعلومة السريعة "التيك أواى" هى أفضل وسائل الحصول على المعلومات فى عصر تتكالب فيه التكنولوجيا على الكتاب، وأن الكتاب لم يعد له قيمة كما كان، فقررا خوض تجربة تعليم الناس فى الشوارع، بطريقة سهلة وبسيطة، كل ما عليك أن تنظر إلى الحائط لتجد أمامك دورية الرصيف المجانية، وتنظر فى موضوعاتها وتقتنى منها ما يعجبك.

وعن الدورية يقول عبد الرحمن إن الاسم جاء من استخدامها فهى مجلة مرتبطة بالشارع لذلك كان لابد من تسميتها باسم متقارب من طبيعة وجودها على الرصيف، وعن طبيعة الموضوعات فهى ليست سياسية فقط فالسياسة تشغل الشارع بشكل كبير ولكن المجلة ليست سياسية فقط بل ثقافية أيضا، ومن أجل أن تكون رسالتنا واضحة وتأكيدا على كونها مجلة ثقافية بمعنى الكلمة، تعمدنا أن نضع بها موضوعات مختلفة ومتعددة الاتجاهات، فهناك كاريكاتير، وموضوع عن الأسير الفلسطينى "سامر العيساوى" أطول مضرب عن الطعام فى التاريخ، فهو الذى أضرب عن الطعام 211 يوما متواصلة، وقصة قصيرة، وغيرها العديد من الموضوعات تهم المواطن البسيط الباحث عن المعرفة، وتثريه بمعلومات هو فى حاجة إلى معرفتها.

ويضيف محمد عبد الرازق أنه وللأسف نظرا لاعتماد المجلة على التمويل الخاص والمحدود منه هو وصديقه فلم يتم تفعيلها على مدى أوسع ولكنهما بصدد توسيع الفكرة وإدخال أصدقاء آخرين بها، ولكنهما فى انتظار رد فعل أصدقائهما والناس عن الإصدارة الأولى من المجلة، كما سيشارك فى العدد القادم العديد من الأشخاص.

وتعتبر هذه المجلة أشبه بمجلات الحائط الجامعية ولكن تحويل الفكرة إلى الشارع مغامرة تستحق التأمل.