عمره خمس سنوات كل أمنياته فى الحياة جنيهات قليلة تساعده على ظروف المعيشة الصعبة، ما يلفت النظر فى شكله هو ابتسامته التى لا تفارق وجهه، فقد حملته ظروف حياته أعباء أكبر من سنه وقدراته فهو يخرج منذ الصباح الباكر حاملا بضاعة من الخردوات والأدوات المنزلية تفوق أضعاف حجم جسمه الهزيل مفترشا بها أرض سوق السيدة عائشة.
إنه "حسن" الذى أعلن انتصاره على ظروفه القاسية التى أجبرته على عدم دخول المدرسة مثل قرنائه وذلك عن طريق الابتسامة ممتلكا بذلك أقوى سلاح فى العالم ألا وهو الأمل.
وعلى الرغم أن الطفل ميال بطبعه للهو واللعب، ففى هذا العمل الشاقِ الطويل حرمان له من كل الذى يحرص عليه الأطفال فى مثل عمره، فلا مجال للاستمتاع بالحياة ما دام هناك حرمان من "لقمة العيش" فعمله فى السوق يعنى لديه توفير وجبة طعام يعود بها فرحا إلى منزله ليسد جوع أسرته المعدمة.
نظراته مشتتة وتفكيره كذلك، يؤكد معلومات ثم يعود لينفيها بعد إجابته على بضعة أسئلة ، فيحكى عن طموحاته فى المستقبل قائلا: "أنا نفسى أروح المدرسة وعايز أطلع ضابط"، ويروى لنا بعد إلحاح فى السؤال أن أمه أخرجته للعمل فى سن مبكرة لينفق عليها وشقيقه الأصغر بعد أن تركهم والدهما منذ عامين لتواجه أسرته مرارة الحياة دون عائل، وأضاف بنبرة الأطفال البريئة أن عمله يعرضه للكثير من المضايقات قد تصل إلى الضرب والمطاردات لكنه مضطر إلى تحمل كل تلك المتاعب من أجل العيش.
نفسى أروح المدرسة.. "حسن" يقهر الحرمان بالابتسامة
الإثنين، 27 مايو 2013 03:26 ص