فى أحد ليالى الـ 18 يوم للثورة المصرية، أنهى الحاج محمود جمعة عمله، وفى طريق العودة إلى منزله فوجئ بسيارة النقل التى يعمل عليها عامل بناء ومعه رزق يومه، وبينما هو يفكر فى تعبيرات الفرح، وهى مرسومه على وجه أطفاله الأربعة عند استقباله بالمنزل، أوقفه كمين القوات المسلحة ليتأكد من هويته، وبعد أن تأكدوا من صحتها تركوه يستكمل رحلته، لكن انقلب المشهد إلى مشهد أشبه بمشاهد أفلام الأكشن، حيث جاءت سيارة بعده وهربت من كمين، فأسرع أفراد من عساكر الكمين باللحاق بهم بسيارة الجيش، وأخذوا يطلقون النيران على الهاربين، فاخترقت رصاصة جسد الحاج محمود، وأودت بحياته، وتسببت فى يتم أطفاله الأربعة الذين أصبح لا يعولهم غير شقيقهم الأكبر محمد، الذى تشارك مع زوج أخته فى إنشاء مطعم على رصيف إحدى شوارع وسط البلد، شبيه بمطاعم الـ"تيك أواى" الكبيرة حيث الملابس الموحدة والكابات ذات اللون الأحمر، الذى يشبه لون المطعم، قائمة طويلة لعرض أنواع الساندويتشات، ثلاجة للمشروبات الغازية، و أطلق عليه أسم مطعم "أسرة الشهيد"، وفاء لوالده الذى وضع صورة له بالمطعم.
يقول محمد "هذا مصدر رزق أسرتى بعد وفاة والدى، خاصة أن التعويض الذى حصلت عليه قليل لا نستطيع أن نعيش منه، كما أن حق أشقائى لم يحصلوا عليه بسبب عدم بلوغهم سن الرشد".
لكن فرحة محمد بالمطعم لم تكمل، بسبب المشاكل التى تواجهه، من بعض أفراد الأمن المارين بالشارع بسبب إنشائه مطعم على رصيف، فيشير محمد قائلاً "كثيراً ما يضايقنى بعض أفراد الأمن، بسبب المطعم لكن عندما أظهر لهم ما يثبت أن والدى استشهد فى أثناء أحداث الثورة يتركوننى".
ويبقى فى قلب محمد أمنية وحيدة، هى أن تتركه المحافظة هو ومن مثله من الشباب "يأكلون عيش".
مطعم أسرة الشهيد الحاج محمود جمعة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة