المبادرات كلها تتشابه.. كلها تنشأ لهدف، وبعد انقضاء الهدف تندثر وتختفى، لكن "العمل للأمل" مبادرة انطلقت من أجل هدف لن ينتهى، فهى مبادرة هدفها الأول نشر أمل الحياة فى قلوب كل من عجز عن الحصول على الأمل.
بدأت هذه المبادرة فى نوفمبر العام الماضى واستهدفت زيارة مخيم للاجئين السوريين فى «كيليس» جنوب تركيا، ومدينة أعزاز التابعة لمحافظة حلب، وقررت إدارة المؤسسة إعادة التجربة، واستثمار الخبرات التى تراكمت فى تنفيذ حملات «إغاثة ثقافية»، وفتحت أبواب التطوع أمام المثقفين والمبدعين المصريين والعرب، للانضمام إلى مبادرة «العمل للأمل» التى تستهدف مخيمات اللاجئين السوريين فى الأراضى التركية، وكذلك فى المناطق المهمّشة والفقيرة فى مصر.
وستصل الحملة إلى إسطبل عنتر وعزبة خيرالله لأول مرة، وضمت الحملة الأولى 17 فناناً ومثقفاً مصرياً وعربياً، تناقشوا بعد انتهاء الحملة فى الطريقة الأنسب لمساعدة هؤلاء اللاجئين الذين يعانون أوضاعاً مزرية، خصوصاً فى المخيمات الواقعة فى الأراضى السورية، قرب مدينة أعزاز، وتتكوّن الحملة التطوعية من جانبين رئيسيين، الأول هو إمداد الفئة المستهدفة بالمعونات المادية والمواد الإغاثية، والشق الثانى يُعنى بالتنمية الثقافية والتوعوية للنازحين.
أما عن الفقراء فى مصر، فتقول بسمة الحسينى مديرة مؤسسة المورد الثقافى: «يعانون التهميش والبطالة وتدنى الخدمات وأهمها التعليمية والتثقيفية، ويفتقدون الإيمان بقدرتهم وحقهم فى التغيير والمشاركة، وتركز جهات الإغاثة فقط على تقديم الأدوية والبطانيات والمواد الغذائية، وتتجاهل الجوانب الشعورية والوجدانية والتثقيفية، ومن هنا تأتى أهمية هذه المبادرة».
وأشارت "الحسينى" أن الحملة ستتضمن ورشاً تدريبية فى الفنون من 6 إلى 8 أيام، للشباب والأطفال والنساء فى المسرح والموسيقى والفنون البصرية، ونشاطات ثقافية ينظمها شباب من المجتمع المحلى فى موقع ثقافى أو اجتماعى، كما سيضم كل برنامج نشاطاً واحداً على الأقل من هذا النوع، وستنظم الحملة لقاءات وحوارات بين أفراد المجتمع المحلى حول التجارب السيئة التى عاشوها وتأثيرها فى حياتهم، وكذلك عن رؤيتهم للمستقبل.
كما أن هناك ورش تدريبية فى المونتاج وتصوير الفيديو ليتمكن المستهدفون من تسجيل أفلامهم القصيرة وبثها على شبكة الإنترنت، وسيحرص القائمون على الحملة على تقديم دروس فى التعليم الأساسى باستخدام طرق التعلم السريع لطلاب التعليم الأساسى، مع توفير خدمات طبية أساسية، والمساهمة فى تحويل الحالات الخطرة إلى مختصين.
وستتبرع الحملة بأجهزة كمبيوتر وكاميرات فيديو وأدوات رياضية وآلات موسيقية وكتب للمناطق المستهدفة، وأخيراً سيتم توفير مستشارين نفسيين لأفراد تلك المناطق.
وتوضح الحسينى: «فى مصر قررنا البدء بمنطقتى إسطبل عنتر وعزبة خير الله، وهما منطقتان عشوائيتان تقعان فى قلب القاهرة»، وستنطلق الحملة فى مصر فى 28 مايو الجارى، أما عن الاحتياجات التى تسعى مبادرة العمل للأمل إلى تلبيتها فى سورية ومصر:
1- الحاجة إلى التعبير الحر عن طريق الفنون والحاجة إلى رواية ما حدث وما نتج عنه من مشاعر دون الاحساس بالتهديد أو الرقابة.
2- الحاجة إلى تبادل الروايات عمّا حدث والإحساس بالتضامن المعنوى والقدرة على تقبل ومنح التعاطف من وإلى الآخرين، والحاجة إلى الإحساس بالارتباط بالآخرين.
3- الحاجة إلى أدوات التعبير والمعرفة: الكتب، المواد الفنية، الآلات الموسيقية، أجهزة الكمبيوتر، وذلك مهارات استخدام هذه الأدوات.
4- الحاجة إلى مواقع للنشاط الثقافى والاجتماعى داخل هذه المجتمعات.
العمل فعلاً أمل..
من "كيليس" بتركيا إلى "إسطبل عنتر" بمصر
الأحد، 26 مايو 2013 11:14 ص
مبادرة العمل للأمل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة